بخصوص جرائمه بدارفور…الجنائية الدولية تُصدر حكماً تاريخياً اليوم بحق “علي كوشيب “

تقرير : سارة الوليد – مراسلين

أصدرت المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي حكماً بالسجن 20 عاماً بحق علي محمد علي عبد الرحمن، المعروف بـ”علي كوشيب”، أحد أبرز قادة ميليشيا الجنجويد السودانية، بعد إدانته بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في إقليم دارفور غرب السودان.

كوشيب، البالغ من العمر 76 عاماً، كان قائداً ميدانياً في منطقة وادي صالح، وتولى مناصب قيادية في القوات المساندة للحكومة السودانية خلال النزاع في دارفور بين عامي 2003 و2004. وتضمنت التهم الموجهة إليه القتل والاغتصاب والتعذيب والاضطهاد، وهي جرائم وصفتها المحكمة بأنها “جزء من هجوم واسع النطاق ومنهجي ضد المدنيين”.

المحكمة أكدت أن كوشيب شارك شخصياً في بعض الجرائم، وأن تسليمه نفسه طوعاً إلى سلطات أفريقيا الوسطى في يونيو 2020 ساهم في تخفيف العقوبة. وقد نُقل بعد ذلك إلى لاهاي حيث بدأت جلسات محاكمته أمام الدائرة الابتدائية للمحكمة الجنائية الدولية.

يحمل الحكم أبعاداً سياسية بارزة، إذ يمثل أول إدانة قضائية في ملف دارفور منذ إصدار المحكمة أوامر توقيف بحق عدد من كبار المسؤولين السودانيين، بينهم الرئيس السابق عمر البشير ووزير الدفاع الأسبق عبد الرحيم محمد حسين ووزير الدولة للداخلية الأسبق أحمد هارون.

بدأت جلسات المحاكمة في منتصف عام 2021، واستمرت على مدى أربع سنوات، تخللتها شهادات أكثر من 80 شاهداً من الضحايا والناجين من هجمات دارفور. ركز الادعاء على إثبات مسؤولية كوشيب القيادية ودوره في تنظيم الهجمات وتنفيذها، بينما حاول فريق الدفاع التشكيك في مصداقية بعض الشهادات والتأكيد على أن موكله كان ينفذ أوامر عليا.

في أكتوبر 2025، أصدرت المحكمة حكمها بإدانة كوشيب في 27 تهمة من أصل 31، معتبرة أن الأدلة المقدمة كافية لإثبات تورطه المباشر وغير المباشر في الجرائم. ورغم مطالبة الادعاء بالحكم بالسجن مدى الحياة، قررت المحكمة الاكتفاء بعقوبة السجن 20 عاماً، مراعيةً تقدمه في السن وتعاونه الجزئي مع المحكمة.

المحكمة الجنائية الدولية (ICC) سبق أن أصدرت أحكاماً في قضايا تتعلق بجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، وتقتصر ولايتها القانونية على أربع فئات من الجرائم الدولية الكبرى: جرائم الإبادة الجماعية؛ الجرائم ضد الإنسانية؛ جرائم الحرب؛ جريمة العدوان.

من أبرز القضايا التي حكمت فيها المحكمة الجنائية الدولية قبل قضية علي كوشيب: توماس لوبانغا (جمهورية الكونغو الديمقراطية): أُدين عام 2012 بتجنيد الأطفال واستخدامهم في النزاعات المسلحة، وحُكم عليه بالسجن 14 عاماً. جيرمان كاتانغا (الكونغو الديمقراطية): أُدين عام 2014 بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية تتعلق بهجوم على قرية بوغورو، وحُكم عليه بالسجن 12 عاماً. جان بيير بيمبا (جمهورية أفريقيا الوسطى): أُدين عام 2016 بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بسبب الانتهاكات التي ارتكبتها قواته في أفريقيا الوسطى، وحُكم عليه بالسجن 18 عاماً (قبل أن يُلغى الحكم لاحقاً في الاستئناف). دومينيك أونغوين (أوغندا): أحد قادة جيش الرب للمقاومة، أُدين عام 2021 بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وحُكم عليه بالسجن 25 عاماً.