تقارير و تحقيقات

تغيير السفراء و ظغط على فنزويلا و نيجيريا ، ماذا تعكس التحركات الأمريكية الأخيرة ؟

مولود سعد الله – مراسلين

الساحة الدولية خلال الفترة الأخيرة تشهد تطورات متزامنة تعيد طرح سؤال قديم عن الدول صاحبة “الثروات الطبيعية “
هل هي عامل جذب للتنمية لها أم سبب إضافي لزيادة الضغوط الخارجية عليها ؟

هدا التساؤل يأتي في ظل تصاعد التوترات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وعدد من الدول الغنية بالموارد على غرار نيجيريا وفنزويلا، حيث يرى بعض المحللين أن ما يجري يتجاوز الخلافات السياسية ليعكس صراعا أعمق حول النفوذ والتحكم في مصادر الطاقة.

فنيجيريا التي تعد من أكبر منتجي النفط في إفريقيا شهدت في الأيام الأخيرة فتورا في العلاقات مع واشنطن، تزامن مع تحركات أمريكية وصفت بالضاغطة في وقت تعيش فيه البلاد تحديات داخلية اقتصادية وأمنية.

أما فنزويلا صاحبة أحد أكبر احتياطات النفط في العالم فلا تزال علاقتها بالولايات المتحدة متوترة منذ سنوات، وسط عقوبات وضغوط سياسية متواصلة ينظر إليها من قبل كاراكاس على أنها محاولة لفرض إرادة خارجية .

أيضا مع التحركات الأمريكية ديبلوماسيا ، أثار قرار الولايات المتحدة تغيير أو سحب نحو 30 دبلوماسيا وسفيرا حول العالم، من بينهم سفيراها في الجزائر ومصر تساؤلات في الأوساط السياسية والإعلامية.

وتكمن حساسية هذا القرار في توقيته خاصة وأن العلاقات بين واشنطن وكل من الجزائر والقاهرة توصف عموما بالهادئة والمتوازنة دون أزمات معلنة ، في الجزائر كانت السفيرة الأمريكية إليزابيث أوبين من أكثر الدبلوماسيين نشاطا خلال الفترة الماضية حيث ساهمت في دفع العلاقات الثنائية نحو مزيد من التقارب سواء على المستوى الاقتصادي أو الثقافي، وهو ما جعل خبر تغييرها يفتح باب التحليل حول خلفيات هذا القرار ، هل هو إجراء إداري روتيني؟ أم جزء من إعادة تموضع دبلوماسي أوسع؟

الإجابة كما يراها محللون لا يمكن فصلها عن التعيينات الجديدة التي ستكشف عنها واشنطن و عن طبيعة الخطوات اللاحقة على الأرض، معتبرين أن قراءة السياسة الأمريكية لا تتم من خلال الإشارات المنفردة، بل عبر مسار طويل ، وفي خضم هذه التحولات يبرز رأي يدعو إلى التركيز على الجبهة الداخلية حيث يشير عدد من الأكاديميين والمحللين إلى أن التحديات المقبلة لم تعد عسكرية تقليدية ، بل باتت ذات طابع “هجين” تعتمد على الضغط الاقتصادي و الإعلامي والدبلوماسي مع استغلال نقاط الضعف الداخلية إن وجدت ،
لهذا ينظر إلى الوعي الجمعي والالتحام بين المؤسسات والمجتمع كأحد أهم عوامل التحصين، بما يضمن وحدة الموقف الداخلي ويقلل من قابلية التأثر بالضغوط الخارجية، خصوصا في الدول التي تمتلك ثروات طبيعية وموقعا جيوسياسيا حساسا.

أيضا الموارد الطبيعية أصبحت عنصرا يفرض على الدول المالكة لها إدارة أكثر دقة لعلاقاتها الخارجية، وتوازنا محسوبا بين الانفتاح وحماية القرار السيادي .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews