إطلاق “صندوق التنمية السوري”.. بداية مرحلة جديدة لإعادة الإعمار

شبكة مراسلين
تقرير: مصطفى حاج سلوم
أعلن الرئيس أحمد الشرع مساء الخميس من قلعة دمشق عن الإطلاق الرسمي لـ”صندوق التنمية السوري” صندوق وطني يهدف إلى تجميع الموارد المالية وتوجيهها نحو مشاريع إعادة الإعمار والتنمية جاء ذلك بحضور مسؤولين حكوميين رجال أعمال وشخصيات أكاديمية وسط متابعة شعبية واسعة في عدد من المحافظات عبر شاشات كبيرة.
وقال الشرع في كلمته:
“اليوم نقف على أعتاب مرحلة جديدة مرحلة البناء والإعمار التي نكتب فيها تاريخ سوريا الجديد بأيدينا و أموالنا وجهدنا”
وأضاف: “النظام البائد دمر اقتصادنا ونهب أموالنا وحطم بيوتنا وشتت شعبنا في المخيمات ومواطن اللجوء نجتمع هنا اليوم لنداوي جراح سوريا الحبيبة ونعيد بناءها بسواعد أبنائها ونعيد النازحين والمهجرين إلى أرضهم”
(وفقا لوكالة سانا السورية الرسمية)
أهداف ومهام الصندوق
أُنشئ الصندوق بموجب المرسوم الرئاسي رقم 112 لعام 2025 ويتمتع بـالاستقلال المالي والإداري ويتبع مباشرة رئاسة الجمهورية.
تركز مهامه على:
• إعادة بناء البنية التحتية الحيوية: مثل شبكات الكهرباء والمياه الطرق والجسور.
• دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة: عبر قروض حسنة لتشجيع ريادة الأعمال.
• تحسين المرافق العامة: كالطرق والمطارات والموانئ وشبكات الاتصالات.
• تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية: دعم المشاريع الخدمية وتوفير فرص عمل جديدة.
التبرعات والدعم
أعلنت الجهات المنظمة أن التبرعات الأولية تجاوزت 60 مليون دولار خلال ساعات قليلة من إطلاق الصندوق معظمها من رجال أعمال سوريين في الداخل والخارج في مؤشر على تجاوب أولي إيجابي مع المبادرة.
وفقا لمحافظ حلب عزام الغريب في تصريح للاخبارية السورية “إن إطلاق صندوق التنمية السوري برعاية السيد الرئيس أحمد الشرع يعد مبادرة وطنية هدفها تسريع عملية النهوض والإعمار “
واضاف “هذه المبادرة تهدف إلى توجيه الدعم للمناطق الأكثر تضرراً جراء الاستهداف الممنهج من قبل النظام البائد”
وقال مدير عام الصندوق للتنمية السورية محمد صفوت رسلان في كلمة ألقاها بمناسبة إطلاق الصندوق ” إن هذا الصندوق رؤية شاملة تسعى إلى توحيد جهود الدولة والمجتمع المدني والقطاع الخاص وأبناء سوريا في الداخل والخارج وضمان الشفافية في إدارة الموارد وخلق فرص عمل ملموسة ومشاريع خدمية واقتصادية”
و أضاف رسلان “نحن اليوم أمام انطلاق مرحلة البناء بعد الدمار والثقة بعد الانكسار والأمل بعد الألم ومع دعمكم ومتابعتكم سيصبح هذا الصندوق رمزا للشفافية و عنوانا للاستقرار و محركا للنمو”.
دور الصندوق في إعادة الإعمار
يعد “صندوق التنمية السوري” خطوة استراتيجية نحو تحقيق التنمية المستدامة وإعادة إعمار سوريا ويعكس التزام الحكومة بتوفير بيئة شفافة وعصرية لتنفيذ المشاريع التنموية كما يمثل آلية وطنية لتنسيق جهود التنمية بين المجتمع المحلي والمستثمرين والشركاء الدوليين.
وفقا لتصريح لقناة الاخبارية السورية يقول صفوت رسلان مدير الصندوق “إن الصندوق أسس ليكون أداة داعمة للتنمية الاقتصادية المستدامة في سوريا مشيراً إلى أن المجلس الأعلى للتنمية الاقتصادية يتشكل من الصندوق وهيئة الاستثمار والصندوق السيادي”
وأوضح رسلان “ أن الهدف الأساسي من الصندوق هو قيادة عملية إعادة الإعمار في البلاد بطريقة شفافة وعصرية لافتاً إلى أنه سيعمل على تمويل مشاريع الإعمار وإتاحة الفرصة أمام السوريين داخل البلاد وخارجها للمساهمة فيها”
وبين أن تمويل الصندوق سيكون وطنياً بالدرجة الأولى عبر الحكومة والأفراد والمؤسسات مشدداً على أن” المشروع طويل الأمد ولا يقتصر على المعالجات الإسعافية أو المؤقتة”
وأشار إلى أن الصندوق يسعى إلى بناء جسر بين السوريين في الخارج وبين المشاريع التنموية في الداخل بما يساهم في إعادة بناء سوريا على أسس اقتصادية وتنموية حديثة.
خاتمة
يأتي إطلاق “صندوق التنمية السوري” في مرحلة حاسمة من تاريخ سوريا ليشكل فرصة وطنية لإعادة البناء والتنمية الشاملة بعد سنوات من التحديات والصعوبات. ويظل الصندوق اختبارا حقيقيا لقدرة الحكومة والمجتمع السوري على التعاون و الشفافية والالتزام بالمصلحة العامة نجاحه لن يقتصر على جمع الأموال أو تنفيذ المشاريع بل سيمثل دليلاً حيا على إرادة الشعب السوري وإصراره على استعادة وطنه وإعادة الحياة إلى أحيائه ومجتمعاته.