دول نكست أعلامها واستبدلته بأعلام المثليين.. هل أصبح العالم تحت حكم الشواذ ومن هو اللوبي الذي يفرض أجندتهم؟

شبكة مراسلين – محمد الليثي
امتلأ فضاء العالم الافتراضي على الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية، بالحديث عن انتشار شعارات وأعلام المثليين، وإن شئت قل “الشواذ” لتكن أكثر دقة ومصداقية من المصطلح التجميلي الذي يطلقونه هم، من أجل دس السم في العسل، والدعوة إلى هذه الأفكار الهدامة التي تسعى لانهيار الأمم، وإجبارها على تدمير الحرث والنسل، من أجل إرضاء فئة كانت بالأمس تتوارى عن أعين الناس خجلا وعارا من أن يعرفهم الناس على حقيقتهم.
الآن أصبح الشواذ يتباهون علانية بنخاستهم وخنوثتهم وعارهم، بل أصبحوا يتفاخرون به في شهر يونيو من كل عام، تحت شعار “شهر الفخر”، بعد أن رفع رايتهم في الأفاق أطراف حاكمة تسعى لترويج هذا الشذوذ.
فإن كنا بالأمس القريب نسخر من المثليين والشواذ، بعشرات النكات المصرية، والتي من أبرزها ما يكشف كيف كان يتوارى هؤلاء في السابق عن عارهم، وهي أن رجلا كان شاذا وأراد أن يحوم حول حمى صديقه ويكشف له حقيقته فقص عليه بخبثه قصة، ليعرفه حقيقته وربما يشاركه الحرام، فقال له فيها: ” خرج عليّ أسد في الصحراء وقال لي إما أن أكلك وإما أن أغتصبك” فسأله صديقه ” وهل أكلك؟” فأجاب: ” كيف وأنا أمامك الآن”.
فربما تضحكك من هذه النكتة المصرية وربما تكن سخيفة، لكن الواقع فيها أن ما كان يتوارى منه هؤلاء أصبح الآن بالنسبة للعالم الأخر فضيلة، يلبسوا بها على أطفالنا وشبابنا، حتى أصبح الحليم حيرانا.
فاليوم أصبحنا عاجزين عن أن نواجه هذا اللوبي، الذي يفرض أجندة هؤلاء الشواذ، وفشلنا في أن نزود عن أطفالنا تجاه هذه الأفكار في هذا الفضاء الواسع، والذي لا تفتح فيه نافذة إلا وترى فيها أعلامهم الملونة بألوان عارهم، حتى أن الكثير من الآباء لم يجد بدا من سحب الهواتف من أطفالهم، وإغلاق الانترنت خوفا من أن يتسرب لهم هذا الشذوذ الفكري والجنسي.
رعاة وشواذ
ولعل السؤال الأكثر إلحاح في الرأس، هو من يرعى هذا الشذوذ الجنسي؟، ومن يروج له؟، وكيف تحول إلى حملة دعائية عالمية تجوب أجواء الكرة الأرضية؟، وتفرض أجندتها على الدول الصغيرة من قبل هذا العالم الأخر؟ ومن هو اللوبي الذي يحكم هذا العالم ويفرض أجندة الشواذ عليه؟.
في البداية تطورت القصة من الحديث مئات الشخصيات العامة في أوروبا والأمريكتين الذين يعدوا من المثليين أو الشواذ، مثل الرئيس الأمريكي جون كينيدي والرئيس ريتشارد نيكسون، في الماضي، في حين تحدثت التقارير أيضا عن باراك أوباما والآن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وغيرهم الكثير، ومن لم يكن مثليا أو شاذا فهو على الأقل يدعم المثليين، ومن أبرزهم الرئيس الأمريكي الحالي بايدن ورئيس وزراء اسكتلندا حمزة يوسف رغم أنه مسلم الديانة.
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن وقع على قانون يمنح الحماية الفدرالية للزواج من نفس الجنس في جميع أنحاء الولايات المتحدة. ويحمل التوقيع رمزية كبرى خصوصا لبايدن الذي كان قد عبر حين كان نائبا للرئيس السابق باراك أوباما عن تأييده حق الزواج للجميع.
وفي احتفالات أمريكا أوروبا، تباهى بايدن بأن أمريكا أمة مثلية، بل أن بابا الفاتيكان أجبر الكنيسة على الاعتراف بزواج المثليين، رغم الهجوم عليه، وانتقاده بشكل حاد.
واحتفل بايدن بقانون دعم المثليين ودعا بايدن إلى حفل توقيع القانون “مجموعة من البرلمانيين” من الحزب الديمقراطي ومن المعارضين الجمهوريين، بالإضافة إلى “ناشطين وأشخاص بادروا بإجراءات قانونية بشأن الزواج للجميع” في الولايات المتحدة.
وألغى النص الذي أقره الكونغرس تشريعا سابقا يعرف الزواج بأنه اتحاد بين رجل وامرأة حصرا. وهو يمنع موظفي السجل المدني أيا تكن الولاية التي يعملون فيها، من أي تمييز حيال الأزواج “بسبب الجنس أو العرق أو الإتنية أو الأصل”.
كيف ينشط الشواذ؟ وماهي قصتهم؟
حتّى نهاية الستّينات من القرن الماضي كانت المثليّة الجنسيّة بكل صورها وأشكالِها سلوكًا مخالفًا للقوانين في معظم أنحاء الولايات المتحدة الأمريكيّة، وكانت القوانين تنصّ على تجريم استدراج أو ممارسة الجنس مع شخص من نفس الجنس، كما تنصّ على منع ارتداء ملابس مختلفة عن تلك المخصّصة لهم عند الولادة، أي اللّباس الخاص بالذّكر واللباس الخاصّ بالأنثى، وبناءً على هذه القوانين كانت الشرطة الأمريكيّة تتعامل مع أيّ تجمّعٍ للمثليين مهما كان عدده يسيرًا بوصفه تجمعًا “غير منضبط” فيتمّ التّعامل معه تفريقًا أو اعتقالًا.
في نيويورك كانت عائلة “جنوفيس” المشهورة بأنّها من أكثر العائلات إجرامًا في المدينة تدير سلسلة كبيرة من الحانات، فبدأت باستقطاب المثليين وعقد تجمعاتهم غير القانونيّة في عددٍ من حاناتها، وذلك لأنّ عموم الحانات والمطاعم في المدينة كانت ترفض دخول المثليّين إليها، وكانت الشرطة تداهم هذه الحانات باستمرار وتفضّ تجمّعات المثليّين فيها، حتّى كان يوم الثّامن والعشرين من حزيران “يونيو” من عام 1969م، تجمع ما بين ثلاثمئة وخمسمئة من المثليّين في حانة ستونوول “”Stonewal في حي غرينويتش في مانهاتن، وذلك لإحياء مناسبة مرور أسبوع على وفاة نجمة السينما والمطربة “جودي غارلاند” التي ماتت في السابعة والأربعين من العمر نتيجة جرعة مخدّرات زائدة، وكانت هذه الممثّلة مدافعة عن الحقوق المدنية ومساندة للمثلييّن وفي الوقت نفسه معروفةً بنشاطها ضدّ التّمييز العنصري.
داهمت الشرطة المكان كما هو المعتاد في هكذا تجمّعات، غير أنّ المثليين والعاملين في الحانة قرّروا المواجهة، فحدثت اشتباكات أدّت إلى اعتقال ثلاثة عشر من المثليين والعاملين الذين يرتدون ألبسةً مخالفةً للقوانين.
قام المثليّون بمظاهرات على مدار يومين في المدينة، استغلّوا فيها اسم الممثلة التي كانوا يحيون مرور أسبوع على وفاتها، وركبوا موجة مناهضة العنصريّة والتّمييز ضدّ السّود التي كانت تتبنّاها تلك الممثلّة فكسبوا بذلك تعاطف شرائح مجتمعيّة شاركت معهم في المظاهرات التي عرفت فيما بعد باسم “أعمال شغب ستونوول” و”انتفاضة ستونوول” و”تمرّد ستونوول”.
تشكّلت “جبهة تحرير المثليين” “Gay Liberation Front” والمختصرة باسم “GLF” في أعقاب أعمال شغب ستونوول، وذلك على يد رجل الأعمال “كريج رودويل” والنّاشطة النّسويّة “”بريندا هوارد” واستمرّت الجبهة حتى عام 1973م، وركبت موجة التّضامن مع السّود، وكان من أشهر أعمالها في هذا المسيرة إلى بيت احتجاز النساء لدعم السجينة السّياسية السوداء “أفيني شاكور”.
وبعد عام واحد من “أعمال شغب ستونوول” في الثّامن والعشرين من يونيو من عام 1970م؛ تم تنظيم مسيرة للاحتفال بما كان يسمى في ذلك الوقت “يوم تحرير شارع كريستوفر” للاحتفال بالذكرى السنوية لانتفاضة ستونوول، وحدثت مسيرات متزامنة في لوس أنجلوس، وشيكاغو مما جعلها أوّل مسيرات فخر للمثليين في التّاريخ.
شهر الفخر للشواذ
كان الاحتفال بيوم فخر المثليين سنويًا يتمّ في يوم الأحد الأخير من شهر يونيو، ثم بدأ التّخطيط لتكون الفعاليات والبرامج على مدار الشهر كاملًا.
كان الإعلان الرسميّ عن شهر يونيو شهرًا للفخرِ على لسان الرّئيس الأمريكي بيل كلينتون عام 1999م، وطالب المجتمع الأمريكيّ بمختلف أطيافه ومؤسّساته بدعم المثليين ومشاركتهم في شهر الفخر.
وفي عام 2011م حدث تطوّر على مفهوم شهر الفخر، وذلك عندما أصدر الرّئيس الأمريكي باراك أوباما إعلانًا بتوسيع شهر الفخر ليشمل مجتمع ثنائيي الجنس والمتحولين جنسيًا، وتمّ الإعلان في بداية شهر يونيو من عام 2011م، أنّه شهر فخر المثليّين ومزدوجي الميول الجنسيّة والمتحولين جنسيًا، وطالب أوباما المؤسسات والشركات الأمريكيّة المختلفة بالمشاركة في هذا الشهر الذي يراد له أن يغدو تظاهرةً عالميّة.
واستجابت العديد من الشّركات العالميّة للتفاعل مع المثليين وغدت تشارك في شهر الفخر سنويًّا بتصميمات خاصّة تطرح في الأسواق العالميّة تحمل علم المثليين وعبارات داعمة لهم، ومن هذه الشركات؛ “شركة ديزني” التي أعادت في عام 2022م تسمية “مجموعة قوس قزح ديزني” باسم مجموعة “ديزني برايد”، و”شركة أبل” التي أصدرت ساعات بأحزمة تحمل علم المثليين، و”شركة نايك” التي أصدرت حذاء بألوان راية المثليين، و”شركة أديداس” التي أصدرت سترة رياضيّة أطلقت عليها اسم “الحبّ يجمع” عليها علم المثليّين، أمّا “شركة أولاي” لمستحضرات التجميل فأصدرت مرطب Olay اللّيلي الشهير لتنعيم التّجاعيد، في عبوة مزينة بألوان علم المثليّين مكتوبًا عليها “Love is Love”، وغير ذلك من الشركات العالميّة الكثير، وهذه نماذج للتمثيل لا الحصر.
هذه هي القصّة الكاملة لشهر الفخر الذي غدا يملأ الأبصار والأسماع من خلال الفعاليات والمظاهرات والإعلانات التجاريّة والتّضامنيّة في محاولةٍ لتصوير تطبيع البشريّة مع شذوذ المثليّة، وممارسة البلطجة ضد أيّ صوت مخالف، ويبقى للفطرة فخرها وأهلها المنافحون عنها المفتخرون بها ولكّلٍ وجهةٌ هو مولّيها.