آيات قرآنية ومساحة ضخمة وتكلفة غير مسبوقة.. القصر الرئاسي بالعاصمة المصرية الجديدة يثير تفاعلاً بين مؤيد ومعارض

أثارت قمة «الدول الثماني النامية»، والتي استضافت مصر فعالياتها، أمس الخميس، ردود أفعال غير مسبوقة، ليس تجاه أحداث القمة، ولا حول أهدافها أو نتائجها، ولكن تجاه المكان الذي انعقدت به في القصر الرئاسي الجديد الذي بناه الرئيس عبد الفتاح السيسي في العاصمة الإدارية الجديدة، حيث جذبت «فخامة» القصر الجمهوري المصري الجديد، بالعاصمة الإدارية، أنظار المتابعين، بل وحتى الوفود المشاركة.
وانتقل التفاعل سريعاً إلى منصات التواصل الاجتماعي، وعلَّق روادها على صور القصر ومبانيه «الفخمة» ومقتنياته.
واستقبل السيسي بمقر القصر الجديد زعماء وقادة دول منظمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي المشاركين، من بنغلاديش، إندونيسيا، إيران، ماليزيا، نيجيريا، باكستان، تركيا، في ظهور هو الأول للقصر الرئاسي المصري الجديد خلال مناسبة رسمية كبرى.
ولم يتوقف الإعجاب بالقصر الجديد على نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، بل امتد للضيوف أنفسهم، حيث تداول رواد على منصات التواصل مقاطع فيديو للقصر خلال استقبال الرئيس السيسي القادة المشاركين، وظهر على أعين الرئيس التركي رجب طيب ومعاونيه الدهشة .
ورأى مدونون أن القصر الجمهوري يعدّ أهم وأرقى معالم العاصمة الإدارية الجديدة في مصر.
وثمَّن آخرون أن يُشيَّد هذا القصر وغيره بأيدي مهندسين ومعماريين وعمال مصريين.
كما اهتمت صحف وقنوات تلفزيونية مصرية بعرض مظاهر من فخامة القصر.
وهو ما تفاعل معه عدد من المستخدمين، معتبرين أن كل تفصيلة داخل القصر تمثل تحفة فنية.
بينما أشار البعض إلى لوحة مرسومة تجسّد لقطة من إلقاء الرئيس السيسي «بيان 3 يوليو »، الذي يؤرّخ لتخلص مصر من حكم جماعة «الإخوان» عام 2013.

وذهب البعض إلى أن القصر ترجمة لتوالي الإنجازات في الجمهورية الجديدة التي أسسها الرئيس السيسي، وأنه يحقق وعده الذي قال فيه سابقاً: «بكره تشوفوا مصر».
بينما نشر البرلماني المصري محمود بدر، صورة يتطلع فيها إردوغان نفسه إلى معالم القصر خلال انعقاد القمة، مشيراً إلى أن العثمانيين قديماً انبهروا بالعمارة العظيمة في مصر، وقرروا تقليدها لديهم.
في حين كانت أغلب تعليقات رواد مواقع التواصل غاصبة من هذا البذخ في بناء القصر الذي تزيد مساحته على خمسين ألف متر مربع، ويتواجد ضمن مجمع رئاسي يلغ مساحته مليوني ونصف المليون متر مربع، أي ضعف مساحة البيت الأبيض في واشنطن عشر مرات ، بتكلفة تقدر بمليارات الدولارات.
وبناء على تكاليف البناء في العاصمة الإدارية، فإن الطابق الواحد من القصر سيكلف الخزينة المصرية 2.25 مليار جنيه.
ويكفي هذا المبلغ لبناء 125 مدرسة أو 16 مستشفى مركزيا في البلاد.
وأثارت بعض الآيات القرآنية المكتوبة على جدران وأسقف القصر تفاعلا أخر، حيث كُتب عليه “وَنَادَىٰ فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَٰذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي ۖ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (51)

وكان السيسي تطرق عام 2019 للجدل بشأن بناء قصور رئاسية جديدة في مصر، حيث رد على انتقادات بنائها من جانب البعض قائلاً: «بعمل قصور رئاسية… وبعمل دولة جديدة باسم مصر»، مضيفاً: «بعمل قصور في العاصمة الإدارية الدنيا كلها هتتفرج عليها… هي مصر شوية ولا إيه، انتوا فاكرين مصر شوية».
وشبّه بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي القصر بـ«قصر فرساي» أو «شاتو دو فِرساي»، أهم القصور الملكية في فرنسا.