أخبارتركياسياسةعربي و دولي

تركيا تعلن تشكيل آلية إقليمية خماسية لمواجهة النفوذ الإسرائيلي

شبكة مراسلين
تقرير: محمد خلاف

في خطوة استراتيجية تمثل تحولاً كبيراً في التوازنات الإقليمية، أعلن نائب وزير الخارجية التركي، نوح يلماز، عن تشكيل آلية إقليمية مشتركة تضم تركيا والعراق وسوريا ولبنان والأردن.

وتهدف هذه الآلية إلى التصدي لما وصفه المسؤول التركي بـ”الدور الإسرائيلي المزعزع للاستقرار الاستراتيجي في المنطقة”، فضلاً عن تعزيز التنسيق الإقليمي لدعم سوريا في بناء قدراتها الأمنية والسياسية.

آليات العمل ومركز التنسيق داخل الأراضي السورية

أوضح يلماز أن هذه الآلية ليست بديلاً عن نظام إقليمي جديد، بل تأتي كخطوة عملية لتوفير أدوات دعم وتنسيق بين الدول الخمس المشاركة. وأشار إلى أن مركز التنسيق الخاص بها سيكون مقره داخل الأراضي السورية، وأن جميع الطلبات المتعلقة بمهامها ستصدر من الجانب السوري.
وأكد المسؤول التركي أن العمل بالآلية سيبدأ “قريباً جداً”، ما يشير إلى حراك تركي سريع نحو ترسيخ دورها في المنطقة.

سوريا

لقاء ثنائي بين أردوغان والشرع

على هامش منتدى أنطاليا الدبلوماسي، اجتمع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع الرئيس السوري أحمد الشرع في لقاء ثنائي تناول العلاقات الثنائية وعدداً من القضايا الإقليمية والدولية. وأعرب أردوغان عن امتنانه لإحباط محاولات نشر الفوضى في سوريا، مؤكداً أهمية استمرار الاستقرار في البلاد.

توجه تركي لتحصين النفوذ الإقليمي

تأتي هذه الخطوة التركية ضمن جهود أنقرة لخلق توازن إقليمي داعم لتحركاتها في سوريا، خاصة بعد التحولات السياسية التي شهدتها البلاد في أعقاب سقوط نظام بشار الأسد أواخر عام 2024.
وتسعى تركيا، عبر هذه الآلية، إلى تقوية المؤسسات الأمنية السورية الجديدة واحتواء المخاوف الإقليمية، بما في ذلك تقديم مساعدات عسكرية محتملة للجيش السوري الجديد وإقامة شراكة استراتيجية تشمل التعاون الدفاعي.

وفي ظل تصاعد التوترات الإقليمية، وخاصة مع استهداف إسرائيل المتكرر للقواعد التركية داخل سوريا، أكدت تركيا أنها “لا تسعى لمحاربة أي دولة على التراب السوري”. ومع ذلك، دخلت أنقرة وتل أبيب في محادثات تقنية لتجنب التصادم العسكري، بينما تحظى تركيا بدعم إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تعزيز نفوذها في سوريا.

أبعاد اقتصادية وإنسانية

إلى جانب الأبعاد الأمنية والسياسية، تهدف أنقرة إلى تسريع إعادة الإعمار في سوريا، وضمان عودة اللاجئين السوريين، وتأمين مصالحها الاقتصادية في بلد يمثل عمقاً استراتيجياً لها. ومن جهة الحكومة السورية، فإن هذه الآلية تمثل نافذة للحصول على الدعم الخارجي وتحقيق الاستقرار بعد سنوات من الحرب المدمرة وفقدان موارد ضخمة كانت تعتمد عليها سابقاً.

تقارب تركي – سوري: فرص وتحديات

شكل الآلية الإقليمية التي تحدث عنها يلماز امتداداً عملياً لتقارب سياسي واستراتيجي متسارع بين تركيا وسوريا الجديدة. ويأتي هذا التقارب في ظل توازنات إقليمية معقدة ومخاوف متبادلة من تصاعد النفوذ العسكري والأمني في سوريا على حساب اللاعبين الآخرين، وعلى رأسهم إسرائيل.

وبحسب تقارير إعلامية، فإن إسرائيل ترى في الحضور التركي المتزايد على الأراضي السورية تقييداً لقدرتها على المناورة، خاصة مع ميل واشنطن لتأييد الدور التركي في المنطقة. وفي ظل هذه الديناميكيات، يبدو أن الآلية الإقليمية الجديدة قد تكون نقطة انطلاق لمرحلة جديدة من التنسيق الإقليمي، أو مقدمة لمزيد من التوترات إذا لم يتم التعامل مع التحديات بحذر ودبلوماسية.

ختاماً ، فإن تشكيل هذه الآلية الإقليمية يعكس رغبة تركية واضحة في لعب دور محوري في مستقبل سوريا والشرق الأوسط، مع التركيز على تحقيق الاستقرار ومواجهة النفوذ الإسرائيلي، لكن نجاحها يعتمد بشكل كبير على قدرة الدول المشاركة على تجاوز الانقسامات وبناء شراكات فعّالة ومثمرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews