جرائم حرب على مرأى من العالم.. غزة تشهد أبشع انتهاكات القرن
شبكة مراسلين
تحقيق: وليد شهاب قصاص
في ظل تصاعد غير مسبوق للعنف تتحول شوارع غزة إلى مقابر جماعية مفتوحة حيث يقدم هذا التقرير الذي استغرق إعداده أسابيع من الرصد الميداني والتحقيق مع شهود عيان وجمع الوثائق من مصادر طبية وحقوقية تحليلاً شاملاً لما يجري في القطاع بعيداً عن الروايات الرسمية المزيفة من خلال أكثر من خمسين مقابلة مع ناجين وأطباء وعاملين في مجال الإغاثة بالإضافة إلى مئات الصور ومقاطع الفيديو الموثقة نكشف النقاب عن فظائع ترقى إلى جرائم حرب ترتكب يومياً أمام أنظار العالم.
في الحي الشرقي من مدينة غزة يقف أبو يوسف وسط أنقاض منزله الذي دمر بالكامل خلال ثوانٍ ويقول سمعنا صوت طائرة ثم انفجار هائل لم يكن لدينا وقت للهرب دفنت تحت الأنقاض مع أطفالي عندما استيقظت كان ابني البكر ميتاً بجانبي هذه الرواية تؤكدها تقارير منظمة هيومن رايتس ووتش التي أشارت إلى استخدام قنابل زنة ألفي رطل في مناطق سكنية مكتظة بالسكان بينما تصف ممرضة في مستشفى الشفاء المشهد بأنه أشبه بيوم القيامة حيث جلبوا لنا جثث أطفال ممزقة بعضهم لم نستطع التعرف على هوياتهم مقاطع الفيديو المسربة من داخل المستشفى تظهر أكياس جثث بأحجام صغيرة مما يؤكد حجم المأساة.
الأدلة تشير إلى استخدام أسلحة محظورة دولياً حيث تظهر وثائق الأمم المتحدة إشارات قوية على استخدام القنابل العنقودية والفوسفور الأبيض في مناطق مدنية كما أن شهادات الجرحى الذين يعانون من حروق عميقة غير طبيعية تدعم فرضية استخدام مواد محظورة في الهجمات هذه الانتهاكات لا تقتصر على القتل المباشر بل تمتد إلى تدمير البنى التحتية حيث تعمل خمسة وثمانون بالمئة من المستشفيات بقدرة محدودة بسبب نقص الوقود والأدوية وفقاً لمنظمة الصحة العالمية ويقول طبيب جراح نضطر إلى إجراء عمليات بدون بنج المرضى يموتون بسبب العدوى.
أزمة المياه تصل إلى مستويات كارثية حيث يعيش تسعون بالمئة من سكان غزة بدون مياه صالحة للشرب وفقاً لتقارير اليونيسف وتظهر صور الأقمار الصناعية تدمير محطات تحلية المياه بشكل متعمد مما يزيد من معاناة المدنيين في ظل حصار خانق يستهدف كل مقومات الحياة.
على الصعيد الدولي تكشف وثائق مسربة عن استخدام أسلحة أمريكية في قصف مدارس تابعة للأونروا بينما تمتنع دول أوروبية عن وصف ما يحدث بجرائم حرب رغم توفر الأدلة الدامغة وفي محكمة الجنايات الدولية يتهم محامون حقوقيون المحكمة بالتعطيل المتعمد لمحاكمة مجرمي الحرب مما يعطي غطاءً لاستمرار الانتهاكات.
ما يحدث في غزة اليوم ليس مجرد صراع عسكري بل اختبار حقيقي للضمير الإنساني الدماء التي تسيل كل يوم والصور التي تصلنا من تحت الأنقاض هي شهادة حية على فظائع لن تمحى من الذاكرة الجمعية أمام هذا المشهد المأسوي يبرز سؤال ملح كم عدد الأطفال الذين يجب أن يموتوا قبل أن يتحرك العالم.
