لماذا يستهدف الاعلام الغربي أردوغان ؟

بقلم – مصطفى عاشور
يتعرض الرئيس التركي لحملة اعلامية موجهة من بعض وسائل الاعلام الغربية بهدف التاثير على الناخب التركي والايماء بأن الدول الغربية مع التغيير وأن هذا التغيير لو حدث ستتغير احوال تركيا
والحقيقة ان المتابع لتركيا يجدها:
أولا :قد انتصرت خلال السنوات الماضية على حظر السلاح وصولا الى انتاج الصناعات الدفاعية والمسيرات وخاصة بعد ان نجحت تركيا في تطوير صناعاتها العسكرية والتكنولوجية والاقتراب من الاكتفاء في التصنيع العسكري الدفاعي وبعد أن رفضت امريكا مشروعا مشتركا مع تركيا حول الطائرة المقاتلة F35 بسبب حصول تركيا على المنظومة الدفاعية الروسيةS400 التي رفضت تركيا التنازل عنها كما أن تركيا رفضت اعطاءها لاوكرانيا في الحرب الحالية بناء على طلب غربي
ثانيا : وهو رغبة تركيا في الحصول على حصتها من البترول والغاز في المتوسط والبحر الاسود والغريب ان العالم الغربي و الاوروبي سمح لسلطات الاحتلال (اسرائيل )بان تنقب في المتوسط ويحاول منع دولة كبيرة مثل تركيا من التنقيب على الغاز والبترول
الامر الثالث : هو استقلال القرار السياسي التركي وعدم تبعيته لأي جهة فهو يتعامل مع فرنسا وروسيا الاتحاد الاوروبي الند بالند ولا يشغله قصة الانضمام الاتحاد الاوروبي التي يبدو انها لن تتحقق لأسباب تتعلق بمنظومة الاتحاد الاوروبي نفسه التي لن تقبل بدولة مسلمة كبيرة عضوا كامل العضوية في الاتحاد الاوروبي حتى وان كانت عضوا في الناتو
رابعا وقوف اردوغان بشدة امام مخططات غربية هدفها اغراق تركيا في فوضى الجماعات والاحزاب الانفصالية كما حدث في سوريا والعراق وبلدان عربية كثيرة كانت الشرارة داخلها من بعض اهلها من خلال دعم غربي ومباركة امريكية بحجة حقوق الاقليات
خامسا :توجه اردوغان نحو لم شمل الدول المتحدثة بالتركية والتمركز اقليميا والاستثمار المشترك مع دول افريقية واتفاقات الدفاع المشترك مع دول صديقة في المنطقة العربية والاسلامية
سادسا :الغرب يعلم ويعي ان الاتراك لديهم ارث كبير من تاريخهم وامبراطوريتهم وبالتالي مع التصنيع والتصدير والسياحة والعلاقات المتشابكة مع العالم والتحالفات المختلفة فهم مؤهلون ليكونوا قوة كبرى اذا استمر النهج الاردوغاني(استقلال القرار السياسي )وهنا بدأ اللعب على وتر المعارضة التي لم تختبر في قضايا مصيرية ولا نعرف نحن العوام ماذا ستفعل اذا تعرضت لقرار فاصل هل ستغلب المصلحة الوطنية التركية ام سترضى الاتحاد الاوروبي وامريكا ؟
سابعا :كاريزما اردوغان واعتماده على شعبيته داخل وطنه وقوته التي استمدها من الصندوق تزعج هذه الدول الكبيرة التي ترى الديمقراطية حكرا عليها فقط وتريد ان تفشل اي تجربة ديمقراطية خارج اوروبا وامريكا ما يجعل هذه الشعوب محبطة والامم في حالة تبعية دائمة
ثامنا :لن تنسى اوروبا ابدا ما قامت به الدولة العثمانية من فتوحات ومعارك وصلت لقلب اوروبا وبالتالي لا يمكنهم ان يسمحوا بأن تقوى تركيا هلعا وخوفا من عودة هذه الامبراطورية بالرغم من انتهاء زمن الامبراطوريات الا ان هذا الهلع ظهر في موقف اليونان وفرنسا ودول اخرى ترى غياب اردوغان ونهج تركيا الاردوغاني حلا لها وتأمينا لمستقبلها
وبعد كل هذه المعطيات وغيرها هل سيتفهم الناخب التركي الحملة الغربية على بلاده لاضعافها وسلب قرارها السياسي المستقل بازاحة الرئيس أردوغان ؟أم سينحاز لهذه الانجازات الوطنية والمشروعات العملاقة (ضخ غاز البحر الاسود والتصنيع العسكري وانتاج الطاقة النووية وانشاء مشروعات البنية التحتية من شبكات مترو ومستشفيات وتعليم وصحة ورعاية اجتماعية )متجاهلا سعر الليرة والتضخم رافضا للتبعية والهيمنة الغربية ؟