بعد توقيف المنصور ومنع دخول فتحي.. النظام السوري يفتح الباب لعودة العلاقات مع مصر
كشف محللون سياسيون، أن الإجراءات الاخيرة التي اتخذتها الإدارة الجديدة في سوريا، بتوقيف أحمد المنصور الذي يحرض على النظام في مصر، ومنع دخول السلفي محمود فتحي نائب رئيس حزب الأصالة المنحل، هي خطوة في مسار عودة العلاقات مع مصر.
وكانت الداخلية السورية أوقفت أحمد المنصور الذي أطلق حملة للثورة ضد النظام في مصر من الأراضي السورية، و كشفت المصادر عن منع محمود فتحي، من دخول سوريا.
وزاد من بروز تلك التساؤلات أن رد الفعل السوري إزاء غضب القاهرة كان سريعا، وهو ما قد يدفع نحو ظهور بادرة إيجابية في العلاقات بين البلدين ويزيل جانبا من الشواغل التي تشغل مصر ودولا إقليمية حول انطلاق تهديدات من الأراضي السورية تجاهها.
يقول اللواء مروان مصطفى، المدير الأسبق للمكتب العربي للإعلام الأمني بمجلس وزراء الداخلية العرب، في تصريحات نقلتها “العربية” إن هذه التحركات أو التصرفات من الإدارة السورية قد تكون بادرة إيجابية، في إطار سياستها الحالية لتحسين الصورة الذهنية أمام المجتمع الدولي عامة، ومصر خاصة، مضيفا أن القاهرة مازالت لديها تحفظات تجاه الأوضاع في سوريا.
وأشار الخبير الأمني المصري إلى أن قيام أحمد المنصور “بارتكاب جريمة إرهابية متكاملة الأركان، وعلى الهواء مباشرة من الأراضي السورية، والاعتراف بتكوين تنظيم إرهابي بقصد قلب نظام الحكم في مصر، يتطلب من الإدارة السورية إيضاح الإجراءات القانونية التي سيتم اتخاذها في هذا الشأن، حتى يتم التثبت من صدق النوايا، وصحة الإجراءات” بحد قوله.
في إطار متصل، يقول الكاتب الصحفي محمد الليثي في تصريحات لشبكة “مراسلين”،أن الحكومة السورية الجديدة تريد فتح صفحة جديدة مع النظام المصري، كما تريد إزالة المخاوف التي تحول بين بدء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، موضحا أن مصر تنظر بحذر تجاه النظام الجديد، وترفض تدشين أي علاقات إلا بعد إثبات حسن النوايا مع النظام السوري، خاصة مع احتضان الفصائل السورية المسلحة لكثير من المصريين الهاربين الذين عملوا مع داعش، ولهم مواقف معادية وتحريضية ضد النظام في مصر.
وأضاف الليثي أن سوريا لها علاقات تاريخية مع مصر، وتعد البوابة الشرقية لمصر، وبالتالي أي أحداث في سوريا تتأثر بها القاهرة، الأمر الذي يزيد من مخاوف النظام في مصر نظرا لاحتواء هذه المجموعات التي وجدت من سوريا حاضنة لها، وربما تنطلق منها للتحريض على النظام، واتخاذها كقاعدة لتنفيذ عمليات عنف ضد القاهرة، الأمر الذي تتعامل مع الإدارة المصرية بحزم، وتضعه شرطا رئيسيا أمام فتح باب العلاقات مع الإدارة الجديدة.
