سعيد محمد – خاص مراسلين
تشهد الساحة السياسية الإيطالية انقسامًا واضحًا بشأن الموقف من الحرب على غزة والاعتراف بدولة فلسطين.
في الأسابيع الأخيرة، تقدّمت حركة الخمس نجوم (M5S)، بدعم من تحالف الخضر واليسار (AVS)، باقتراح داخل البرلمان الإيطالي يطالب الحكومة بالاعتراف رسميًا بدولة فلسطين، ووقف تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، وفرض عقوبات عليها بسبب الانتهاكات المزعومة للقانون الدولي الإنساني. إلا أن هذا المقترح لم يحظَ بموافقة الأغلبية، حيث عارضته بعض القوى السياسية وامتنع الحزب الديمقراطي (PD) عن التصويت في مرحلة أولى.
لاحقًا، عاد الديمقراطيون ليقدّموا بديلاً أكثر شمولًا بالتعاون مع قوى يسارية أخرى، يطالب بتعزيز العمل الإنساني في غزة، ويأخذ في الاعتبار الجهود الدولية مثل “أسطول الصمود” الهادف إلى كسر الحصار المفروض على القطاع. هذا التحرك اعتُبر خطوة نحو تقريب المواقف بين القوى التقدمية، لكنه لم يُخفِ الخلافات العميقة داخل البرلمان بشأن كيفية التعامل مع الملف الفلسطيني.
من جهتها، رحّبت زعيمة مجموعة الخمس نجوم ليندا ميليو بهذه التطورات، مؤكدة أن “إقرار نص يضع فلسطين في صلب النقاش السياسي الإيطالي يمثل إشارة قوية، ويجب أن يتبعه اعتراف رسمي من الحكومة بدولة فلسطين”. أما القيادي في الحزب الديمقراطي باولو فيرارا، فشدد على أن “القضية الفلسطينية لا يجب أن تتحول إلى ساحة صراع حزبي، بل إلى جهد موحّد من أجل السلام والعدالة”.
ورغم ما يحدث تم رفع العلم الفلسطيني في مبانٍ رمزية بالعاصمة الإيطالية روما، في “الكامبيدوغليو”
وهي قلعة تاريخية ومن قبل رفع العلم داخل البرلمان الايطالي
الانقسام الحالي يعكس التباين العميق في السياسة الخارجية الإيطالية بين من يرى ضرورة اتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه إسرائيل، وبين من يفضّل الاكتفاء بدعم مساعي الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة. وفي الوقت نفسه، تزداد الضغوط الشعبية على الأحزاب الإيطالية لاتخاذ خطوات ملموسة، خصوصًا في ظل استمرار الأزمة الإنسانية في غزة.
