مقالات

غزة تتعرض لمؤامرة دولية ظالمة وخيانة وتجاهل عربي مفضوح

شبكة مراسلين
مقال بقلم: مولاي إبراهيم محمد المصطفى

منذ عقود، تعيش غزة تحت حصار خانق وعدوان متواصل، لكن ما تتعرض له اليوم يتجاوز حدود الجريمة إلى مستوى المؤامرة الدولية، التي تتكامل فيها أدوار الصمت والتواطؤ والخيانة. إنها حرب إبادة تُشنّ على مرأى ومسمع العالم، والأنكى أن العالم العربي الرسمي يتفرج، إن لم يكن مشاركًا بالصمت أو حتى بالتواطؤ.

غزة اليوم ليست فقط ساحة حرب، بل أصبحت مرآةً تكشف زيف القيم الإنسانية الغربية، وعجز أو تواطؤ الأنظمة العربية، التي اختارت أن تدفن رؤوسها في الرمال بينما تُزهق أرواح الأبرياء، وتُمحى أحياء بأكملها من الوجود. هذه ليست حرباً بين جيوش، بل مجزرة ضد مدنيين، أطفال ونساء وشيوخ، تُستهدف فيها البيوت والمستشفيات والمدارس.

والأسوأ من ذلك أن الآلة الإعلامية الدولية، بسطوتها وهيمنتها، تعمل على قلب الحقائق، فتصور المعتدي مدافعاً، وتحوّل الضحية إلى متهم. أما العرب، فقد اختار معظمهم سياسة التجاهل المفضوح، وكأن غزة ليست قطعة من أرض العرب، وكأن دماء أطفالها لا تصرخ في ضمائرهم.

أين جامعة الدول العربية؟ أين لجان الطوارئ؟ أين قرارات القمم؟ أين المليارات التي تهدر في التسلح والمهرجانات؟ غزة تموت، وأمتنا تنظر بصمت، فهل ماتت ضمائرنا؟

إن ما يجري في غزة ليست مجرد حرب، بل خيانة تاريخية بصمت عربي مدوٍّ، ومؤامرة دولية عنوانها: إطالة أمد الجريمة حتى تذبل المقاومة وتخنق الحياة.

ورغم كل هذا، غزة لا تركع. تقاتل وحدها، بصبرها، بإيمانها، بدماء أبنائها. تقف بكرامتها في وجه جبروت لا يرحم، وتُعلّمنا جميعاً درساً في العزة، وفي الثبات، وفي أن الشرف لا يُقاس بعدد الجيوش بل بعدالة القضية.

فلنتوقف عن الكذب على أنفسنا، ولنُسمِّ الأشياء بأسمائها: ما يحدث في غزة هو إبادة جماعية بموافقة صامتة من أغلب الأنظمة العربية والدول الكبرى. والواجب اليوم ليس فقط التضامن، بل الوقوف الحازم مع الحق، قولاً وفعلاً.

غزة لا تحتاج دموعنا.. بل تحتاج مواقفنا

خاص - مراسلين

شبكة مراسلين هي منصة إخبارية تهتم بالشأن الدولي والعربي وتنشر أخبار السياسة والرياضة والاقتصاد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews