قناة بن غوريون.. ترامب لا يهذي

شبكة مراسلين
بقلم: أمجد أبو عرفة – القدس
الحرب في غزة ليست مجرد حرب ولا هي حرب إسرائيل مع حماس ولكنها مرحلة أساسية في مشروع سياسي واقتصادي على مستوى المنطقة والعالم وركيزته قناة بن غوريون، وما كان هجوم السابع من أكتوبر إلا ضربة استباقية من قبل محور المقاومة بقيادة إيران لهذا المشروع الإسرائيلي الأمريكي ويشمل اتفاقيات السلام مع بعض الدول العربية والإسلامية، لكنه كان الفرصة التي تمنتها إسرائيل طويلا، فماذا نعرف عن مشروع قناة بن غوريون؟
المخطط عبارة عن إنشاء قناة مائية واسعة وكبيرة لمرور بواخر الشحن التجارية والسفن تصل بين البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط من إيلات وخليج العقبة جنوبا مرورا بصحراء النقب إلى منطقة ما بين شمال قطاع غزة ومدينة عسقلان مع مينائين ضخمين على طرفيها بتكلفة إجمالية مبدئية تصل إلى ١٦ مليار دولار.
عرض القناة يتراوح بين مئتين وثلاثمئة متر وعمقها يراوح الخمسين أوستين مترا ما يسمح بمرور السفن بالاتجاهين طوال الوقت على خلاف قناة السويس.
ولمن لا يعرف طبيعة النقب فهي صحراء صخرية وديانُها سحيقة أي أنها لا تحتاج للحفر إلا عند طرفي القناة كما أنها أكثر استقرارا وقوة من الأرض الرملية كما هو الحال في قناة السويس، أما طولها فيبلغ ١٩٣ كيلومترا لتبدو القناة وكأنها نهر يخترق الصحراء، وعلى ضفتيه ستقام المرافق السياحية من منتجعات وفنادق وحدائق وتجمعات سكانية فاخرة ومراكز تجارية ضخمة ما من شأنه تحويل النقب إلى منطقة تجارية واقتصادية عالمية جالبة لاستثمارات رؤوس الأموال والشركات العالمية.
يضاف هذا المشروع إلى قناة البحرين التي سترفد البحر الميت بمياه البحر الأحمر وتمت المصادقة عليها من قبل الحكومة الإسرائيلية رسميا عام ٢٠١٨ والتي ستساهم في تطوير المناطق المحاذية لطرفي الحدود الأردنية والإسرائيلية على حد سواء.
العائق الوحيد الذي يعترض طريق المشروع هو الوضع الأمني حيث الإستقرار شرط لنجاحه ولا يمكن لأي كان تهديده متى شاء بهجوم صاروخي أو غيره لذلك توجب إزالة هذا التهديد من غزة ولبنان واليمن والمنطقة بأكملها.
مشاهد نسف البنايات والأحياء السكنية وشبكات البنى التحتية بشكل ممنهج في غزة وتجويع الناس بهدف تهجير غالبيتهم يصب في مصلحة تنفيذ المشروع حيث القطاع جزء من المشروع ومستقبله وما تصريحات بنيامين نتنياهو حول تغيير الشرق الأوسط، وتصريحات دونالد ترامب في أكثر من مناسبة حول نية الولايات المتحدة امتلاك القطاع ووصفه بالمكان الرائع الذي سيحوّله إلى ريفيرا ترامب، إضافة إلى تصريحات الطرفين بشأن السلام الذي سيتحقق بالقوة ومن البوابة الاقتصادية إلا إشارات واضحة على مباشرة تنفيذ المشروع الذي يستحق الثمن الباهظ حتى على مستوى أعداد القتلى الإسرائيليين.
الموقف الرسمي الإسرائيلي تجاه التسريبات حول مشروع القناة من خلال صفحات إعلامية ونشطاء إسرائيليين يسوده الصمت دون تأكيد أو نفي، لكن الأثر يدل على المسير والبعر يدل على البعير .