مقالات

“طرابلس.. بين الأمل والألم”


هناء محمد السيّد / طرابلس-ليبيا

تمرُ أوقاتٌ يبدو فيها الأفُق أكثر إشراقًا مما هو عليهِ في الحقيقة؛ وهي -تحديدًا- تلكَ اللحظة التي يُعلنُ فيها عن إيقافِ حربٍ جديدة كانت على وشك الاندلاع في العاصمة طرابلُس بسبب تصاعد التوتر الأمنيّ المستمر، المدينة التي لا تعرفُ معنى للراحة بسبب الهاجس الرماديّ الذي يحطُ عليها بين الفينة والأخرى، ويبدأ معه كل شيءٍ في الدخول إلى نفقٍ قد لا يعرفُ له نهاية، نفقُ الخوف والمُعاناة.

لا تزال الحرب الأخيرة تلقي بظلالها على الحياة في طرابلس، إذ باتَ المُواطنُ يستيقظ محمّلاً بتلك الوساوس التي قد تفضي لخسارةٍ مادية إضافية لما فقدهُ سابقًا، وقد يمتدُ ذلكَ للواعجَ الفقد المعنوية التي قد لا يتعافى منها أبدًا. بين هذا وذاك، تستمر حكومة الدبيبة في تأجيل التعامل الجديّ مع الحلول الجذرية التي من شأنها اقتلاع جذور الخلاف، وتماطلُ في ذلكَ توجسًا من حساباتٍ خفية قد تجعلُها تخسرُ طرابلس، وهو الأمر ذاته الذي يُقلقُ قوات الردع المتشبثة أيما تشبثٍ بدورها في العاصمة، وبذلكَ سيلازمُ الخوف المواطن الليبيّ، سيخشى أن تداهمهُ الحرب على حينِ غرةٍ لتأخذ منه ما عوّضهُ بعد الحرب الماضية.

رغم كل ذلك، يعيشُ المواطن بأملٍ لا ينفذ، وبرؤيةٍ تحثهُ على الإيمان المتواصل بمستقبلٍ سيُنسيهِ ما تخلفهُ السياسة في فؤادهِ؛ إنهُ يحب الحياة، ولن يسمح للحرب بأن تطمسَ إيمانه مهما استبدَّت بهِ الظروف، وتشابكت خيوط السياسة وتعقدَتْ أمامَ أنظارهِ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews