استفزازات إسرائيل المتعمدة ضد سوريا.. حرب نفسية وتحديات إقليمية

شبكة مراسلين
بقلم: وليد شهاب
في ظل صمت دولي مطبق وتواطؤ إعلامي غربي، تواصل إسرائيل عدوانها المتصاعد ضد سوريا، ليس فقط عبر الغارات الجوية المباشرة، بل عبر حرب نفسية مدروسة تهدف إلى زعزعة الاستقرار واستنزاف المقومات الوطنية، إنها استفزازات متعمدة تتجاوز القصف العسكري المباشر إلى اختراق الفضاء الإلكتروني وشن هجمات إعلامية ممنهجة وتوظيف عملاء لضرب نسيج المجتمع السوري من الداخل.
لطالما مثلت سوريا قلب الصراع العربي الإسرائيلي وعقبة استراتيجية أمام المشروع التوسعي في المنطقة، وهذا ما يفسر استمرار العدوان الإسرائيلي بأشكال متجددة، فبعد أن فشلت الحرب التي مارسها نظام الأسد على السوريين في تحقيق أهدافها، تحولت إسرائيل إلى أسلوب الاستفزاز المنظم الذي يستهدف كافة مناحي الحياة.
الغارات الجوية ليست سوى القشرة الظاهرة للعدوان، فخلفها عمليات اختراق إلكتروني للبنى التحتية الحيوية، وتزوير لإرادة الناس عبر حملات التضليل الإعلامي، وتمويل لمنظمات تعمل على تأجيج النزاعات الطائفية، بل والأخطر محاولات تهجير السوريين من أراضيهم عبر خلق بيئة غير آمنة.
الاستفزازات الإسرائيلية تأخذ أشكالاً متعددة، منها انتهاك المجال الجوي السوري بشكل متعمد حتى في الأوقات التي لا تشهد عمليات عسكرية، وذلك في رسالة واضحة لاستعراض القوة وإهانة السيادة، كما يتم تنفيذ عمليات اغتيال لشخصيات وطنية وعلمية باستخدام تقنيات متطورة، بهدف حرمان سوريا من كفاءاتها
في الجانب الإعلامي، تمول أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية منصات ومواقع إخبارية تعمل على بث الأخبار الكاذبة ونشر الشائعات، بهدف تحطيم المعنويات وإشاعة اليأس بين المواطنين، كما يتم توظيف منظمات حقوقية دولية لتلفيق التقارير المزورة التي تشوه صورة الدولة السورية
الرد السوري على هذه الاستفزازات يأتي في إطار الحق المشروع في الدفاع عن النفس، حيث عمل الجيش العربي السوري على تطوير قدراته الدفاعية، وبناء منظومات متطورة لمواجهة العدوان، كما عزز التعاون الاستراتيجي مع حلفائه لتحقيق توازن الردع
على الصعيد الدبلوماسي، تواصل سوريا كشف جرائم إسرائيل في المحافل الدولية، معززةً موقفها بوثائق وتسجيلات تفضح طبيعة الاستفزازات المتعمدة، كما تعمل على تعزيز التضامن العربي والدولي لإدانة هذه الممارسات
التحديات كبيرة، لكن إرادة الصمود أقوى، فسوريا التي خاضت حرباً وجودية ضد الإرهاب، قادرة على مواجهة حرب الاستفزازات الإسرائيلية، عبر توحيد الجبهة الداخلية وتعزيز المناعة المجتمعية ضد الحملات النفسية
تشير التحوّلات الجيوسياسية الحالية إلى إعادة تشكيل موازين القوى، مما يفرض على إسرائيل مراجعة استراتيجياتها مع تراجع فعالية سياسة الاستفزاز العاجزة عن تحقيق أهدافها. المستقبل ينذر بنهاية حتمية لهذه الممارسات في ظل معادلات إقليمية ودولية متغيرة سوريا تخرج من الحرب أقوى مما كانت، ومستعدة لمواجهة أي تحدٍ، لأن شعبها يعلم أن الحقوق لا توهب، بل تُنتزع بالصمود والإرادة والعزيمة التي لا تلين.