صحة و جمال

لست بحاجة لحبوب منومة… بل لمصالحة “أمعائك”!

ثورة في أبحاث النوم: سر الراحة يكمن في الأمعاء وليس الدماغ

شروق سعد _ مراسلين

كشفت الأبحاث العلمية الحديثة عن تحول جذري في فهمنا لمصادر النوم الجيد، مؤكدة أن محور تركيز العلماء قد انتقل من الدماغ وحده إلى محور الدماغ–الأمعاء. فالمجتمع الميكروبي المعقد داخل الأمعاء ليس مجرد مساعد على الهضم، بل هو “مهندس كيميائي” بارع، يتحكم بشكل مباشر في إنتاج هرمونات ضرورية لتنظيم النوم.
ووفقًا لتقرير على موقع “ساينس ألرت”، فإن الميكروبيوم المعوي يلعب دوراً محورياً في هذه العملية.

الأمعاء: مصنع السيروتونين والميلاتونين

أفاد الخبراء أن الأمعاء تعمل كمصنع رئيسي للنواقل العصبية التي تنظم مزاجنا ودورة نومنا واستيقاظنا:

  • السيروتونين: يُصنع نحو 90% من هذا الهرمون، الذي يُعد أساسياً لتنظيم المزاج، في الأمعاء. ويعتبر إنتاجه خطوة أولى وحاسمة نحو إنتاج هرمون النوم.
  • الميلاتونين: هذا الهرمون، المسؤول عن الإحساس بالنعاس وتنظيم الساعة البيولوجية، يُشتق إنتاجه من السيروتونين المصنوع في الأمعاء.
  • GABA: تنتج البكتيريا النافعة مادة GABA المهدئة، التي تعمل على تهدئة الجهاز العصبي وإرسال إشارات الاسترخاء الضرورية للدخول في نوم عميق م حلقة مفرغة خطيرة: من الالتهاب إلى الأرق
    عندما يختل توازن الميكروبيوم في الأمعاء، تحدث عملية “الأمعاء المتسربة”، حيث تتسرب الجزيئات الالتهابية إلى الدم. هذه العملية لا تسبب الإزعاج الهضمي فقط، بل تؤدي إلى:
  • ارتفاع الكورتيزول: يرتفع هرمون التوتر الكورتيزول، ما يعطل إشارات النوم ويعكس سلباً على جودته.
    يصف التقرير هذه الآلية بأنها حلقة مفرغة خطيرة: “التوتر يضر بالميكروبيوم، والأمعاء المضطربة ترسل قلقاً للدماغ، والنوم السيئ يزيد التوتر”.

تعقيباً على هذه النتائج، أكد البروفيسور أحمد بن سالم باهمام، أستاذ واستشاري الأمراض الصدرية وطبّ النوم بجامعة الملك سعود، أن تحسين صحة الجهاز الهضمي يُعد خطوة أساسية نحو نوم أعمق وأكثر استقراراً.
وبيّن البروفيسور باهمام أن اختلال توازن الميكروبيوم المعوي يرتبط بزيادة الالتهاب وارتفاع مستويات الكورتيزول، ما ينعكس سلباً على جودة النوم، مشدداً على أن العناية بصحة الأمعاء تمثل إحدى الركائز المهمة للوصول إلى نوم صحي وعميق.

ولتحطيم حلقة الأرق والالتهاب، يوصي الخبراء بـ:

  • دعم البكتيريا النافعة: تناول الأطعمة الغنية بـ البروبيوتيك (كالمخمرات مثل اللبن الرائب والمخللات الطبيعية) والبريبايوتك (كالموز والأطعمة الغنية بالألياف).
  • الحد من المسببات: تقليل الإكثار من السكريات والأطعمة المُعالجة، التي تُسهم في اضطراب توازن الميكروبيوم وحدوث خلل التهابي.
  • تنظيم الإيقاع اليومي: الالتزام بمواعيد وجبات منتظمة والحرص على الترطيب الكافي، للمساعدة في استقرار الإيقاع اليومي للأمعاء بما يتناغم مع الساعة البيولوجية للجسم.
  • إدارة التوتر: استخدام تقنيات الاسترخاء مثل التأمل، لتهدئة الجهاز العصبي وتقليل الضغط الذي يضر بالميكروبيوم.
    وشدَّد التقرير على أن “النوم الجيد يبدأ من صحة الأمعاء طوال اليوم، وليس عند الذهاب للسرير فقط”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews