سعيد محمد – مراسلين
تشهد إيطاليا خلال الفترة الراهنة تصاعدًا ملحوظًا في موجة الإنفلونزا الحادة، في ظل تحذيرات صحية متزايدة من الجهات المختصة. ووفقًا لأحدث البيانات الصادرة عن نظام المراقبة الوطني RespiVirNet التابع للمعهد العالي للصحة، سُجّل ارتفاع كبير في أعداد المصابين بمتلازمة الجهاز التنفسي الحادة خلال الأسبوع الأخير، إذ تجاوز عدد الحالات 816 ألف إصابة على مستوى البلاد، بزيادة تقارب 100 ألف حالة مقارنة بالأسبوع السابق، ما يعكس تسارعًا واضحًا في وتيرة انتشار العدوى.
وأوضح التقرير أن فيروسات الإنفلونزا تشكّل أكثر من 40% من إجمالي الحالات المسجّلة، في حين تعود الإصابات الأخرى إلى فيروسات تنفسية موسمية مختلفة. ولفت المعهد إلى أن السلالة الجديدة K من فيروس الإنفلونزا A (H3N2) أصبحت السلالة المهيمنة حاليًا، إذ تقف خلف أكثر من نصف حالات الإنفلونزا المؤكدة، ما يثير مخاوف إضافية نظرًا لسرعة انتشارها وحدّة أعراضها، خصوصًا لدى كبار السن والأطفال والمصابين بأمراض مزمنة.
وبيّنت البيانات كذلك وجود تفاوت في معدلات الإصابة بين المناطق الإيطالية، حيث تصدّرت منطقتا سردينيا وكامبانيا قائمة المناطق الأكثر تضررًا من هذه الموجة. ودفع ذلك السلطات الصحية المحلية إلى تشديد إجراءات المراقبة، وتكثيف حملات التوعية، وحثّ المواطنين على الالتزام بالتدابير الوقائية، مثل تجنّب الأماكن المغلقة والمزدحمة، والحفاظ على النظافة الشخصية، واتباع الإرشادات الطبية.
وأكد المعهد العالي للصحة أن الوضع يخضع لمتابعة مستمرة، داعيًا إلى عدم التقليل من شأن الأعراض التنفسية وضرورة مراجعة الأطباء عند ظهورها، في ظل الانتشار الواسع للسلالة الجديدة. كما شدّد على أهمية التطعيم الموسمي بوصفه أحد أبرز الوسائل للحد من مضاعفات الإنفلونزا وتخفيف الضغط عن النظام الصحي خلال الأسابيع المقبلة.
