مغني راب في حظيرة الكلاب

شبكة مراسلين
إعداد وتصوير: نسمه العبد الله
“انتقلت من الكعك للأغاني”. من بائع كعك يبحث عن لقمة عيش، إلى مغني راب محبوب من الناس. ” وضع البلد صعب، الدولار طالع وكسر شغل، بالمشبرح إضطريت أسكر وبعت المصلحة”.
كما يحب أن يطلق عليه، لؤي أبو رشيد، ٢٤ عاما، عاطل عن العمل يبحث عن وسيلة ليعبر عن نفسه وحياته وواقعه، متجها إلى أغاني الراب ليكون كاتبا ومؤديا ومسجلا لأغانيه. يصف لؤي حياته ومعاناته اليومية مثل حال كثير من شباب جيله، يتحدث عن انتمائه لقضيته الفلسطينية، ولجوئه في مخيم الرشيدية جنوب لبنان، القريب من حدود وطنه فلسطين.
“بنزل من صور لبيروت حتى أسجل عند صاحبي أغنيتي بأسعار رخيصة. بضل من يوم لأسبوعين على أغنية واحدة حتى تنزل على قناة اليوتيوب والسوشيل ميديا”. يوما بعد يوم، تزايد عدد متابعي لؤي، وحقق مشاهدات عالية، قبل أن تحذف منصات التواصل مقاطع الفيديو التي ينشرها عن الأسرى والشهداء والمقاومة، بحجة أنها ضد المجتمع، وتحريض على العنف. لكن إصرار لؤي كان أقوى، ” برجع من الصفر وبكمل لحتى أوصل صوتي وصوت قضيتي”.
“لكن الراب مش كافي يأمنلي حياتي ويطعميني خبز”. صعوبة الحياة وانهيار الوضع الاقتصادي في لبنان، جعلت لؤي يتوقف عن صناعة “سعادته” بمقاطع أغاني الراب. تخلى عن حلمه أمام هذه الصعوبات واضطر لتغيير مسار عمله. يقول لؤي: ” اجار البيت، الدولار طاير، فش معي ألف ليرة وقفت تسجيل شغفي للراب، وبلشت أدرب كلاب بالبيوت”.
“جمعت مبلغا صغيرا واستأجرت أرض وفتحت مزرعة لتدريب الكلاب”. ١٠ سنوات كانت كافية لجعل لؤي من مجرد محب للحيوانات إلى مدرب كلاب. حبه للكلاب منذ طفولته جعله يتعلق بهم، ويربي عددا منهم فوق سطح منزله رغم الإزعاج الذي يسببه نباح هذه الكلاب لجيرانه.
لم يتوقع لؤي أن إصراره على مواجهة صعوبات الحياة، والعمل في مهنة تربية الكلاب سيحقق له مردودا ماليا كافيا للعودة إلى غناء “الراب”، ” صرت اصرف على حالي واسجل اغاني، حلم وراكض وراه.”
“المزرعة بتصرف على حالها من الشغل”. تدريبها والعناية بها لم يتوقف على كلاب لؤي الشخصية. ذاع صيته بين محبي الكلاب ونجح في تحقيق دخل مكنه من توفير مستلزمات تدريب الكلاب ورعايتهم. والآن يطمح لؤي إلى شراء أرض لتوسيع حظيرة الكلاب ليس لأغراض العمل فقط، بل لإيواء الكلاب المشردة.
“هني شي مني والي”، هكذا يصف لؤي محبته لكلابه. “هني أولادي وجزء مني، والله من قلبي بحبهم”.
يعاملهم كالأطفال “حب ونظام، الخطأ ممنوع والصح مرغوب، مكافأة للعمل الصواب وعقاب للخطأ “. اليوم يقضي لؤي معظم أوقاته مع الكلاب من التاسعة صباحًا حتى الخامسة مساءًا، ويقول: “هو أقرب صديق إلي، الكلب بحب الإنسان أكثر من حاله، وفي، حنون، وبحس مثلنا مثله”.