علوم وتكنولجيا

مراهقو إيطاليا بين الوحدة والتكنولوجيا

سعيد محمد – مراسلين

كشف تقرير حديث صادر عن منظمة “أنقذوا الأطفال – إيطاليا” عن مجموعة من الحقائق المقلقة بشأن الوضع النفسي والسلوكي للمراهقين في إيطاليا. أظهرت الدراسة أن 41.8% من المراهقين في البلاد يلجؤون إلى الذكاء الاصطناعي كوسيلة للمساعدة في لحظات الحزن، الوحدة أو القلق، مما يعكس تزايد الاعتماد على التكنولوجيا في مواجهة المشاكل النفسية.

ومن بين النتائج الأخرى التي أوردها التقرير، تبين أن نصف المراهقين الإيطاليين فقط زاروا معرضاً أو متحفاً في العام الماضي، في حين أن نحو 20% منهم لا يمارسون أي نشاط بدني. إضافة إلى ذلك، أظهرت البيانات أن أكثر من 46% من المراهقين لا يقرؤون الكتب، ما يعكس تراجعاً في الاهتمام بالأنشطة الثقافية والفكرية.

ويستمر التقرير في سرد تفاصيل أكثر إثارة للقلق، حيث أفاد بأن 9% من المراهقين اختاروا العزلة بسبب مشاكل نفسية، بينما لجأ 12% منهم إلى تناول أدوية نفسية دون وصفة طبية، مما يعكس تزايد ضغوط الحياة النفسية على هذه الفئة.
أحد أبرز النتائج التي لفتت الانتباه في التقرير كان الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي كوسيلة للدعم النفسي. في ظل تزايد مستويات الحزن والقلق بين المراهقين، يبدو أن التكنولوجيا أصبحت بديلاً مهماً للدعم العاطفي، وهو ما يطرح تساؤلات عن مدى فاعلية هذه الوسيلة في تقديم الدعم النفسي مقارنة بالتفاعل البشري المباشر.

على الرغم من الأهمية الكبيرة للأنشطة الثقافية والبدنية في تطوير مهارات المراهقين وتعزيز صحتهم النفسية، أظهر التقرير أن العديد من المراهقين الإيطاليين لا يشاركون في مثل هذه الأنشطة. نصفهم فقط زاروا معارض أو متاحف، ونحو 20% لا يمارسون أي نشاط رياضي. هذا التراجع قد يشير إلى نقص في الفرص المتاحة أو تراجع الاهتمام الشخصي بهذه الأنشطة.

الأمر الأكثر إثارة للقلق هو نسبة المراهقين الذين اختاروا العزلة بسبب مشاكل نفسية، حيث أقر 9% من المراهقين بذلك. كما كشف التقرير عن أن 12% من المراهقين تناولوا أدوية نفسية دون وصفة طبية، وهو ما يعكس تزايد الضغوط النفسية التي يتعرض لها هؤلاء الشباب.

ماذا بعد؟
هذه النتائج تفتح المجال للعديد من الأسئلة حول ضرورة إعادة النظر في سياسات الدعم النفسي للمراهقين في إيطاليا، وتوفير المزيد من الفرص للتفاعل الاجتماعي والنشاط البدني. كما أن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي لا يمكن أن يكون بديلاً حقيقياً للدعم العاطفي البشري، مما يستدعي وضع استراتيجيات جديدة لتحسين صحة المراهقين النفسية في العصر الرقمي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews