البرمجيات المغلقة المصدر css … السبب الخفي وراء أزمة مقاتلات F35

مولود سعدالله – مراسلين
يعود إلى الواجهة في الآونة الاخيرة ملف منظومة الدفاع الجوي الروسية S‑400 وما تثيره من مخاوف فنية لدى واشنطن تتجاوز الأبعاد الدبلوماسية ، ففي قلب الأزمة التي عطّلت صفقة مقاتلات F‑35 يكمن عامل تقني بالغ الحساسية وهي البرمجيات المغلقة المصدر فما ما هي البرمجيات المغلقة المصدر ولماذا تمثل مشكلة عطلت وتعطل صفقة F35 ؟
على خلاف البرمجيات المفتوحة التي تسمح للمستخدم بالاطلاع على الأكواد الداخلية وفهم كيفية عمل كل وحدة، تعتمد الأنظمة الروسية ومنها S‑400 على برمجيات مغلقة بالكامل ، هذا يعني أن الدولة المستوردة مهما كان موقعها أو مستوى تعاونها، لا تملك حق الوصول إلى الشفرة البرمجية للنظام ولا تستطيع معرفة ماذا تسجّل الرادارات بدقة و كيف تعالج البيانات و هل تخزن أنماط الطائرات بشكل خفي
وكذا هل ترسل معلومات عبر قنوات لا يمكن تتبعها .
فابالنسبة لواشنطن هذا الغموض التقني ليس تفصيلا جانبيا بل هو جوهر الخطر ، فوجود S‑400 داخل المجال الجوي نفسه الذي تحلق فيه مقاتلات الجيل الخامس F‑35 يعني أن الرادارات الروسية حتى بنسختها التصديرية قد تتمكن من رصد بصمة الطائرة الشبحية وتخزينها، وهو ما قد يساعد موسكو في تطوير قدرات مضادة للتخفي مستقبلا.
أما عن تعطل الصفقة بين واشنطن وأنقرة بخصوص المقاتلات فكانت تركيا شريكا كاملا في برنامج F‑35 بل شاركت شركاتها في تصنيع مكونات حساسة للطائرة ، لكن بعد تسلّمها الدفعة الأولى من S‑400 في 2019 اعتبرت الولايات المتحدة أن الجمع بين النظامين يشكل تهديدا مباشرا للأمن الاستراتيجي للحلفاء، فتم استبعاد تركيا من برنامج F‑35
وتجميد تسليم المقاتلات وأيضا بموجب قانون CAATSA الذي يستهدف الدول المتعاونة عسكريا مع روسيا أو خصوم أمريكا ، القانون لم يكن سياسيا فقط بل جاء منعكسا لرؤية أمنية تعتبر أن السرية التكنولوجية لسلاح الجو الأميركي هي خط الدفاع الأول ضد القوى الكبرى.
مؤخرا بدأت مؤشرات التهدئة تظهر خاصة بعد تصريحات السفير الأميركي في أنقرة حول “مرحلة جديدة من الحوار المثمر”
تركيا من جهتها قدمت مقترحات تقنية لطمأنة واشنطن من أبرزها
تشغيل S‑400 بشكل منفصل عن شبكات الناتو و عدم دمجه في منظومات الدفاع الوطنية و أيضا إشراف أو مراقبة مشتركة على نشاط النظام لمنع أي استخدام غير متفق عليه .



