عقب زيارة البرهان إلى السعودية ومصر.. ما السيناريوهات المحتملة للمشهد السوداني؟

فضل السيد محمد إبراهيم – الخرطوم
تشهد الحرب في السودان تطورات متسارعة على المستويين الإقليمي والدولي، عقب زيارة رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان إلى كل من المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية، في توقيت حساس يتزامن مع مساعٍ دولية مكثفة لوقف الأعمال العدائية والدفع نحو مسار سياسي شامل.
وتأتي الزيارتان في ظل حديث متزايد عن هدنة إنسانية محتملة تقود إلى وقف إطلاق النار، إلا أن الرسائل السياسية والأمنية الصادرة من الرياض والقاهرة حملت مؤشرات أوسع، دفعت مراقبين إلى ترجيح حدوث تغييرات ملموسة في المشهد السوداني خلال الفترة المقبلة.
تقارب سوداني–سعودي
في الرياض، بحث البرهان مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مستجدات الأوضاع في السودان، والجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى احتواء الأزمة. كما ناقش الجانبان سبل تطوير العلاقات الثنائية ورفعها إلى مستوى شراكة استراتيجية مستدامة، من خلال إنشاء مجلس تعاون مشترك تشرف عليه قيادتا البلدين.
وأكدت اللقاءات، بحسب ما رشح من مواقف رسمية، تقارباً في وجهات النظر بشأن ضرورة وقف الحرب، وتهيئة الظروف لعملية سياسية تحافظ على وحدة السودان ومؤسسات الدولة، مع استمرار الدور السعودي كوسيط إقليمي رئيسي في هذا الملف.
مصر وحدود الأمن القومي
بعد زيارته للمملكة، توجّه البرهان إلى القاهرة، حيث أصدرت الرئاسة المصرية بياناً شددت فيه على وجود «خطوط حمراء» تتعلق بوحدة السودان وسلامة أراضيه، معتبرة أن أي مساس بذلك ينعكس مباشرة على الأمن القومي المصري.
وأكدت القاهرة رفضها القاطع لأي محاولات لتقسيم السودان أو إنشاء كيانات موازية، كما لوّحت بإمكانية تفعيل اتفاقية الدفاع المشترك بين البلدين، إذا اقتضت الضرورة، مع تجديد دعمها للمساعي الدولية الرامية إلى وقف إطلاق النار وإنشاء ممرات إنسانية آمنة.
تحولات في الموقف الدولي
يرى محللون أن التحركات الإقليمية الأخيرة تعكس تحولاً في تعاطي المجتمع الدولي مع الحرب في السودان. ويشير مراقبون إلى تزايد التنسيق بين الولايات المتحدة وشركائها الإقليميين، خصوصاً السعودية ومصر، بهدف الدفع نحو تسوية سياسية، بالتوازي مع ضغوط متصاعدة لوقف تدفق السلاح وإيصال المساعدات الإنسانية.
كما لفتت مواقف الاتحاد الأفريقي، الرافضة لأي حكومة موازية والداعمة لوحدة السودان، إلى وجود إجماع إقليمي متنامٍ حول أولوية الحفاظ على الدولة السودانية ومنع تفككها.
سيناريوهات المرحلة المقبلة
في ضوء هذه المعطيات، تبرز عدة سيناريوهات محتملة، من بينها:
الدفع نحو هدنة إنسانية قصيرة الأمد تمهّد لوقف إطلاق نار أوسع.
تصاعد الضغوط الإقليمية والدولية على أطراف النزاع للانخراط في مسار سياسي.
استمرار حالة الجمود في حال تعثرت التفاهمات حول آليات التنفيذ والضمانات.
ويبقى مستقبل المشهد السوداني مرهوناً بمدى قدرة الأطراف الداخلية والخارجية على ترجمة هذه التحركات الدبلوماسية إلى خطوات عملية تُنهي الحرب وتخفف من حدة الأزمة الإنسانية المتفاقمة.



