قادة 7 دول أوروبية يطالبون إسرائيل بوقف «حرب الإبادة» في غزة

شبكة مراسلين
تقرير: محمد خلاف
طالب قادة سبع دول أوروبية، الجمعة، الحكومة الإسرائيلية بالتفاوض بحسن نية لإنهاء الحرب المستمرة على قطاع غزة منذ نحو 20 شهراً، ورفع الحصار المفروض على القطاع منذ أكثر من 17 عاماً، في موقف مشترك وصف بأنه “نداء إنساني عاجل”.
وجاء هذا الموقف الموحّد في بيان مشترك لزعماء كل من إسبانيا والنرويج وأيسلندا وأيرلندا ولوكسمبورغ ومالطا وسلوفينيا ، دعوا فيه إلى التحرك الفوري لمنع مزيد من الكارثة الإنسانية التي تطال المدنيين في قطاع غزة.
وقال القادة الأوروبيون: “لن نصمت أمام الكارثة الإنسانية المصنوعة بأيدي البشر، والتي تجري أمام أعيننا في غزة”، مؤكدين أن “أكثر من 50 ألف رجل وامرأة وطفل فقدوا حياتهم في غزة”، بينما حذروا من أن “العديد من المدنيين قد يتعرضون للموت جوعاً خلال الأيام والأسابيع القادمة ما لم تُتخذ إجراءات فورية”.
ودعا البيان الحكومات المعنية إلى “التراجع الفوري عن سياساتها الحالية، والامتناع عن تنفيذ عمليات عسكرية إضافية في غزة”، كما طالبوا برفع الحصار بشكل كامل، بما يضمن إيصال المساعدات الإنسانية الآمنة والسريعة دون أي عوائق إلى جميع أنحاء القطاع، عبر الجهات الإنسانية الدولية وفقاً للمبادئ الإنسانية.
دعم أممي وتحرك عاجل لإنهاء الحرب
وشدد الزعماء على أهمية “دعم الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية، بما في ذلك وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وضمان وصولها الآمن وغير المقيد إلى المحتاجين في غزة”، كما دعوا “جميع الأطراف إلى الانخراط الفوري، وبحسن نية، في مفاوضات تهدف إلى وقف إطلاق النار وإطلاق سراح جميع الرهائن”، مع الإشادة بدور الولايات المتحدة ومصر وقطر في هذا السياق.
وفي تصريح موازٍ، أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال اجتماع للزعماء الأوروبيين في ألبانيا، عن قلقه البالغ إزاء الوضع الإنساني في قطاع غزة، قائلاً إن “الوضع في غزة غير مقبول ولا يُحتمل”، وأضاف أن الأولوية الآن هي “التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار واستئناف دخول المساعدات الإنسانية”، بحسب ما نقلته وكالة “رويترز”.
موقف حازم من مجلس أوروبا
من جانبه، ندد مجلس أوروبا بما وصفه بـ”مجاعة متعمدة” تُفرض على سكان قطاع غزة، وقالت دورا باكويانيس، المقررة الخاصة بشؤون الشرق الأوسط في الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا، إن “آن الأوان – بل تأخر – لاستخلاص العبر الأخلاقية من معاملة الشعب الفلسطيني”، وأكدت في بيان نشرته وكالة “فرانس برس”: “ما من غاية تبرر الوسيلة. ويجب أن يتوقف قتل الأطفال والمدنيين العزل والمجاعة المتعمدة والمعاناة الناتجة عن إذلال مستمر للشعب الفلسطيني”.
واعتبرت باكويانيس أن “البلد الذكي والشجاع هو الذي يدرك متى تصبح مساوئ أفعاله أكثر من منافعها”.
حماس تشيد بالموقف الأوروبي وتدعو لتحرك عربي ودولي
بدورها، أشادت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالموقف الأوروبي، ووصفت بيان الدول السبع بأنه “صرخة ضمير حي في وجه جرائم الاحتلال الإسرائيلي”، ودعت الحركة قادة العالم إلى “رفع الصوت عالياً ضد الاحتلال الصهيوني ومجازره الوحشية، والعمل الجاد والفوري لوقف الحرب وإنهاء الحصار، وإجبار العدو على الخضوع للقانون الدولي ووقف جرائمه ضد الشعب الفلسطيني”.
كما ثمنت الحركة الموقف الفرنسي، مشيرة إلى أنه يندرج ضمن سلسلة مواقف أوروبية ترفض استمرار الحرب، وتطالب بإنهاء سياسات التطهير والإبادة التي تُمارس بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وأكد المتحدث باسم الحركة أن “المطلوب الآن هو موقف عربي موحد يضغط بقوة لإدخال المساعدات الإغاثية والطبية العاجلة، وإنقاذ حياة الأطفال والنساء والمرضى”، مشدداً على أن “العالم أمام اختبار حقيقي للضمير الإنساني، وأن الصمت يعني الشراكة في الجريمة”.
ويأتي هذا التحرك الأوروبي في ظل تصاعد الأوضاع الإنسانية والصحية في قطاع غزة، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الغذاء والماء والدواء، وسط دعوات متزايدة من المنظمات الأممية والحقوقية لتدخل دولي فوري يوقف ما وصفته بـ”مجزرة إنسانية منظمة”.