رياضةمقالات

بيدرو سانشيز.. الرياضة كصوت للعدالة

بقلم: منى عيد/ القاهرة

أحيانًا نحتاج أن نتذكر أن الرياضة ليست مجرد نتائج وجوائز، بل مرآة للقيم التى نؤمن بها. هذا ما فعله رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز عندما خرج ليطالب بإبعاد إسرائيل عن البطولات الدولية، بعد ما ارتكبته فى غزة. لم يكن تصريحه صاخبًا لمجرد كسب عناوين الصحف، بل كان امتدادًا لفلسفة رجل يرى أن الملعب هو أكثر مكان عادل يمكن أن يلتقى فيه البشر.

سانشيز لم يتعامل مع الرياضة كديكور سياسى. فى 2019، جلس بين الرياضيين الإسبان فى حفلهم السنوى، فاجأ الجميع بمتابعته الدقيقة لهم، تحدث عن مشكلاتهم وأحلامهم كأنه يعيشها معهم. والسبب بسيط: هو لاعب سابق لكرة السلة، يعرف أن النتيجة فى الملعب لا تُشترى بالسلطة أو المال، بل تُنتزع بالإرادة والعرق. لذلك حين يتحدث عن النزاهة فى الرياضة، فهو يكتب من خبرة شخصية لا من ورق رسمى.

موقفه من إسرائيل ليس غريبًا إذن. فقد ذكّر العالم بأن العقوبات الرياضية طالت روسيا بسرعة بعد أوكرانيا، فلماذا الصمت أمام من يقصف غزة؟ العدالة لا تُجزأ، ولا ينبغى أن تتلون حسب الهوية أو الجغرافيا.

خصومه اليمينيون اتهموه بالضعف لأنه لم يمنع مظاهرات مؤيدة لفلسطين عطلت المرحلة الأخيرة من طواف الدراجات. لكنه رد بجملة تلخص فلسفته: “أحترم الرياضيين، لكن احترامى الأكبر لحق المواطن فى رفض الظلم”. ربما أغضب ذلك تل أبيب ووزير خارجيتها الذى وصف ما جرى بأنه “عار على إسبانيا”، لكن سانشيز بدا مستعدًا لدفع الثمن، تمامًا كما فعل العام الماضى حين اتخذ خطوة الاعتراف بدولة فلسطين.

بالنسبة لى، ما يقدمه سانشيز ليس مجرد موقف سياسى، بل رسالة أعمق: أن الرياضة يمكن أن تتحول إلى ساحة للحق، وأنها قادرة على فضح التناقضات، حين يختار قادتها أن يكونوا أوفياء لقيمها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews