حزب جديد يدخل المشهد السوري “الحركة الوطنية السورية “بين الطموح والتحديات

مصطفى حاج سلوم – مراسلين
برز حزب الحركة الوطنية السورية كأول حزب سياسي سوري ناشط بعد تحرير مناطق واسعة من البلاد ليعكس تحركا جديداً في الحياة السياسية السورية يصف الحزب نفسه كإطار سياسي يسعى لدعم توجهات الدولة الحديثة ضمن رؤية إصلاحية وديمقراطية مع التركيز على تعزيز المشاركة السياسية لجميع السوريين.
وتقوم الحركة على مبدأ بناء نظام سياسي يعكس إرادة المواطنين ويضمن المواطنة المتساوية ويحترم الحقوق والحريات الأساسية كما تسعى لتعزيز دور الأحزاب السياسية في صياغة مستقبل وطني مستقر وشامل في خطوة تهدف إلى إحياء النشاط الحزبي وإدماج مختلف القوى السياسية في العملية الإصلاحية.
يستعرض هذا التقرير تصريحات المتحدث الرسمي باسم الحزب “بشير قوجة ” حول أهداف الحزب و رؤيته الإصلاحية بالإضافة إلى مبادراته لدعم الدولة الحديثة والحياة السياسية في سوريا في سياق جهود تعزيز الاستقرار والإصلاح السياسي.
التأسيس و البدايات من الفكرة إلى حزب سياسي جامع
في لحظة حاسمة من تاريخ سوريا وسط تداعيات الحرب الممتدة والانقسامات العميقة ظهر صوت جديد يحاول إعادة تشكيل المشهد السياسي”الحركة الوطنية السورية “
انطلقت المبادرة مع انطلاقة الثورة السورية كإطار سياسي مدني يحمل رؤية إصلاحية ديمقراطية هدفها دعم توجهات الدولة الحديثة وتعزيز المشاركة السياسية الشاملة لتكون منصة لكل السوريين الباحثين عن مستقبل مستقر وعادل.
وفي حديثه الحصري “لشبكة مراسلين” أكد المتحدث الرسمي للحركة بشير قوجة “بدأنا كمجموعة عمل وطنية تجمع مختلف القوى تحت سقف واحد لتقديم رؤية واضحة لإعادة بناء الدولة على أسس المواطنة المتساوية واحترام الحقوق والحريات الأساسية لجميع السوريين.”
يكمل قوجة أن “المبادرة تحولت بعد التحرير إلى حزب سياسي منظم مع هيكل قيادي واضح وبرامج محددة ليصبح منصة جامعة تمثل جميع السوريين وتدمج مختلف الأطياف في مشروع وطني شامل”
وأضاف “هدفنا أن يكون الحزب صوتاً وطنياً جامعا قادرا على تمكين الشباب والمرأة وتعزيز الحوار الوطني ودفع عجلة الإصلاح السياسي والاجتماعي في سوريا الجديدة.”
وأشار قوجة إلى أن هذا التحول يمثل بداية عهد جديد في سوريا حيث تسعى الحركة لأن تكون قوة سياسية فاعلة تسهم في صياغة مستقبل البلاد من خلال برامج إصلاحية ومبادرات تنموية تلبي احتياجات جميع مكونات المجتمع السوري.
الرؤية والأهداف
تنطلق الحركة الوطنية السورية من رؤية طموحة لبناء مستقبل سياسي واجتماعي مستدام يرتكز على المواطنة المتساوية وحماية الحقوق والحريات الأساسية وإعادة بناء الدولة على أسس الشفافية والمسؤولية وفي حديثه مع مراسلنا أكد ” قوجة ” أن الحزب يسعى لدعم توجهات الدولة الحديثة والعمل ضمن إطار إصلاحي ديمقراطي مؤكداً أن هدفه هو تعزيز استقرار الدولة وتنمية قدراتها في مواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وأوضح قوجة أن الرؤية الاستراتيجية للحركة تقوم على أربعة محاور رئيسية:
السيادة الوطنية واستقلال القرار السياسي لضمان توجيه السياسات الوطنية نحو المصلحة العليا للبلاد بعيدا عن أي تأثيرات خارجية ضاغطة.
نظام ديمقراطي تعددي يتيح مشاركة جميع القوى السياسية والاجتماعية في اتخاذ القرار وصياغة المستقبل الوطني.
حماية الحقوق والحريات الأساسية وفق المعايير الدولية مع تعزيز دور الشباب والمرأة في الحياة السياسية والاجتماعية لضمان إشراك فعلي وشامل. إعادة الإعمار وبناء اقتصاد وطني مستدام يركز على التنمية الشاملة مع رفع مستوى المعيشة وتحقيق التوازن بين مختلف المناطق السورية.
وأضاف قوجة “هدفنا أن تكون الحركة منصة وطنية جامعة تجمع مختلف الأطياف والمكونات الاجتماعية وتترجم برامجنا الإصلاحية إلى خطوات واقعية تحقق استقرار المجتمع وتنميته”
هيكل تنظيمي قائم على الكفاءات والتكنوقراط
يحرص حزب الحركة الوطنية السورية على أن يكون هيكله التنظيمي قائماً على أعلى مستويات من الكفاءات الأكاديمية والخبرات الفنية بحيث يدمج بين القيادة السياسية والرؤية الاستراتيجية والقدرات التنفيذية.
وأوضح قوجة “لقد صمم هيكلنا التنظيمي ليجمع بين القيادة السياسية المدركة لاحتياجات الدولة والمجتمع والتكنوقراط القادر على تحويل السياسات والإصلاحات إلى برامج عملية قابلة للتنفيذ.
كما اضاف قوجة إلى أن الحزب يعتمد على لجان ومجالس متخصصة تضم خبراء في الاقتصاد و التنمية بالإضافة الى الإدارة العامة والإصلاح المؤسسي لضمان اتخاذ القرارات بشكل علمي ومدروس يوازن بين الطموحات السياسية والقدرة على التنفيذ على أرض الواقع وأضاف: “هذا النهج يمكننا من تقديم حلول عملية ومؤثرة ويعزز مصداقية الحزب أمام المواطنين ويدعم توجهاته الإصلاحية ضمن إطار الدولة الحديثة”.
وأكد أن اعتماد هيكل تنظيمي عالي الكفاءة يتيح للحزب توحيد الخبرة السياسية والفنية في صياغة السياسات والإصلاحات مع إشراك الشباب والنساء والمجتمع المدني لضمان أن تكون كل المبادرات قابلة للتطبيق وتحقق الأثر المطلوب في تعزيز استقرار الدولة وتنميتها.
وفي حديثه عن دور” المرأة في الحزب ” قال قوجة “المرأة شريك أساسي في كل مستويات العمل داخل الحزب. نحرص على تمكينها في القيادة والمجالس التنفيذية واللجان المتخصصة لتشارك بشكل فعال في صياغة السياسات واتخاذ القرارات التي تؤثر على مستقبل المجتمع السوري.”
وأضاف قوجة أن “مشاركة النساء ليست مجرد تمثيل شكلي بل تهدف إلى إثراء النقاش السياسي وإدماج وجهات نظر متنوعة تعكس احتياجات المجتمع بكافة فئاته “
“أن تعزيز مشاركة المرأة يسهم في تحقيق العدالة الاجتماعية ودعم التنمية المستدامة وتعزيز الاستقرار السياسي والاجتماعي”
الحزب يرى في تمكين المرأة ركيزة أساسية في بناء دولة حديثة وقادرة على مواجهة التحديات المستقبلية مع ضمان أن يكون لصوت النساء تأثير حقيقي وفاعل في كل مبادرات الحزب وبرامجه الإصلاحية.
البرامج والسياسات: رؤية إصلاحية واقعية
يعتمد حزب الحركة الوطنية السورية في برامجه وسياساته على رؤية إصلاحية شاملة تهدف إلى دعم الدولة الحديثة وتعزيز المشاركة السياسية مع التركيز على تحقيق توازن بين الطموح الوطني والقدرة على التنفيذ العملي وفي حديثه مع مراسلنا، قال قوجة “برامجنا مصممة لتكون أدوات عملية للتغيير تجمع بين الإصلاح السياسي، التنمية الاجتماعية، وتعزيز استقرار الدولة”
وأضاف “قوجة “أن السياسات تشمل محورين متكاملين:
- إصلاح مؤسسي وتنموي: يركز على تعزيز أداء المؤسسات الحكومية والمجتمع المدني ودعم مشاريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي ترفع مستوى المعيشة وتحقق العدالة المجتمعية.
- شمولية المشاركة وتعزيز القدرات الوطنية: من خلال إشراك الشباب والنساء في عملية صنع القرار، وتمكين المجتمعات المحلية من المساهمة في صياغة السياسات، لضمان أن تكون الإصلاحات متجاوبة مع احتياجات المواطنين.
مضيف : “نهجنا يقوم على دمج الخبرة التقنية مع الرؤية السياسية بما يتيح تحويل البرامج إلى نتائج ملموسة على الأرض ويضمن أن تكون جميع السياسات قابلة للتطبيق وواقعية دون التضحية بالقيم الديمقراطية والمواطنة المتساوية”
برنامج يقوم على الحوار والتحالفات
وسط ضجيج السياسة السورية وتداخل المصالح المحلية والإقليمية حيث تتصارع التطلعات الوطنية مع الواقع يبرز حزب الحركة الوطنية السورية كقوة جديدة تسعى لإعادة صياغة قواعد اللعبة السياسية في هذا السياق يوضح المتحدث ” قوجة” أن الحزب يعتمد على الحوار والتوافق بين القوى الوطنية كطريق وحيد لتحقيق الاستقرار وإعادة صياغة المشهد السياسي “إعادة بناء سوريا تتطلب تجاوز الانقسامات التقليدية ووضع مصلحة الوطن فوق أي اعتبار ضيق لن يكون هناك استقرار حقيقي إلا من خلال التفاهم والاتفاق بين جميع الأطراف.”
ويضيف قوجة أن الحزب يركز على إقامة تحالفات سياسية استراتيجية على المستويات المحلية والإقليمية بهدف توحيد الجهود مع القوى الوطنية الأخرى وتعزيز تأثيرها في الحياة السياسية وتغطي هذه التحالفات مجالات متعددة تشمل دعم البرامج التنموية والاجتماعية وإطلاق حوارات مفتوحة حول الإصلاح السياسي والاقتصادي مع إشراك فاعل للشباب والمرأة والمجتمع المدني لضمان أن تكون العملية الإصلاحية شاملة وتعكس احتياجات جميع السوريين.
ويؤكد قوجة: “التحالفات تمنحنا القدرة على توحيد الرؤى وتبادل الخبرات والعمل الجماعي لتطوير سياسات فعالة تدعم الدولة الحديثة وتضع سوريا على طريق الإصلاح المستدام” ويشير إلى أن الانفتاح على الشراكات الإقليمية والدولية يعزز قدرة الحزب على التأثير في المحافل السياسية ويدعم جهوده في التنمية والإصلاح.
ويختم المتحدث الرسمي حديثه بالتأكيد على أن نهج الحزب لا يقتصر على التحالفات الرسمية فقط بل يمتد ليشمل التواصل المستمر مع المجتمع المحلي لضمان توافق السياسات والإصلاحات مع احتياجات المواطنين
“نهدف لأن نكون إطارا سياسياً متكاملاً قادراً على دمج مختلف القوى والآراء ضمن مشروع وطني شامل ومستدام يعكس إرادة الشعب السوري ويخدم مصالحه على المدى الطويل”
التحديات والانتقادات
بين الطموح الوطني والواقع السياسي المعقد يقر حزب الحركة الوطنية السورية بأن الطريق نحو الإصلاح السياسي والاجتماعي مليء بالتحديات وفي حديثه قال قوجة: “نواجه عدة تحديات بدءاً من الحاجة إلى إعادة بناء الثقة بين المواطنين والمؤسسات وصولاً إلى الانقسامات الاجتماعية والضغوط الاقتصادية والظروف الإقليمية. لكننا نعتبر هذه العقبات محفزا للعمل الجاد والمستمر ضمن إطار الدولة الحديثة.”
وأشار قوجة إلى أن الحركة تعمل على الاستماع إلى كل الآراء والاستفادة منها لتحسين الأداء. وأضاف: “نأخذ الانتقادات على محمل الجد لأنها فرصة لتقييم أساليبنا وتحسين برامجنا وضمان أن تكون المبادرات أكثر فعالية وواقعية”
ويؤكد أن التعامل مع هذه التحديات يتم عبر آليات تنظيمية واضحة وحوارات مستمرة مع المجتمع المدني وتحالفات استراتيجية مع القوى الوطنية الأخرى لضمان أن تكون جميع الإصلاحات والسياسات قابلة للتطبيق وتحقق أثرا ملموسا.
ويختتم قوجة حديثه بالقول: “التحديات موجودة لكن الالتزام بالرؤية الإصلاحية والعمل مع مؤسسات الدولة الحديثة يمنحنا القدرة على المضي قدماً وتحقيق أهدافنا الوطنية على أرض الواقع”
المستقبل: رؤية نحو سوريا جديدة
مع التحديات والفرص التي يواجهها المشهد السياسي السوري يضع حزب الحركة الوطنية السورية رؤية واضحة نحو المستقبل تركز على دعم الدولة الحديثة وتعزيز المشاركة السياسية لجميع المواطنين وأوضح قوجة : “نحن ملتزمون ببناء سوريا جديدة حيث تكون مؤسسات الدولة قوية وشفافة والمجتمع المدني فاعلاً والمواطنة متساوية بين جميع السوريين. رؤيتنا تقوم على الدمج بين الإصلاح السياسي والتنمية الاقتصادية والاجتماعية.”
“نسعى لأن يكون الحزب منصة جامعة لكل السوريين بحيث تساهم كل المبادرات والسياسات في تحقيق الاستقرار السياسي والنمو الاقتصادي والعدالة الاجتماعية.”
وأضاف: “رؤيتنا المستقبلية تتجاوز مجرد الخطط القصيرة المدى فهي مشروع طويل الأجل يهدف إلى تطوير مؤسسات الدولة دعم التنمية المستدامة وتمكين المجتمع من لعب دوره الكامل في صياغة مستقبل سوريا”
خاتمة
يمثل حزب الحركة الوطنية السورية إضافة جديدة إلى المشهد السياسي السوري مع رؤية تهدف إلى دعم الدولة الحديثة وتعزيز المشاركة السياسية من خلال حواراته الوطنية تحالفاته و برامجه الإصلاحية وتمكين الشباب والنساء
يسعى الحزب إلى المساهمة في صياغة السياسات التنموية والاجتماعية بطريقة تشمل مختلف فئات المجتمع.
وهذا يعكس مسار الحزب منذ انطلاقه خلال الثورة وحتى تحوله إلى حزب سياسي منظم بعد التحرير
ملاحظة
يقدم التقرير صورة شاملة عن الحزب دون تبني موقف شخصي من النتائج المستقبلية، مكتفياً بعرض رؤية الحزب برامجه وتنظيمه الداخلي كما وردت من المتحدث الرسمي ” بشير قوجة ” في إطار صحفي حيادي ومهني.