مولود سعدالله – مراسلين

استقبلت الجزائر الثلاثاء، الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود في زيارة رسمية حملت معها مؤشرات واضحة على رغبة مشتركة في إعادة ترتيب مستوى التعاون بين البلدين ، وتأتي الزيارة في ظل تحولات متسارعة في القرن الافريقي .

اللقاء الذي جمع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بنظيره الصومالي ركز حسب ما أعلن عنه رسميا، على ملفات عملية أبرزها مكافحة الإرهاب ، والتعاون الأمني وتعزيز مجالات التعليم والتبادل الاقتصادي الرئيس تبون وصف الزيارة بأنها تعبير عن “إرادة مشتركة” لرفع العلاقات إلى مستوى أعلى، مؤكدا تقارب مواقف البلدين بشأن القضايا الإقليمية، وفي مقدمتها دعم حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة.

من جهته أكد الرئيس حسن شيخ محمود أن بلاده تتطلع إلى “
” شراكات عملية مع الجزائر” خصوصا في مجالات الأمن وبناء القدرات والتعليم ، وتم ضمن الزيارة الإعلان عن استقبال الجزائر لـ 110 طالبا صوماليا في الجامعات الجزائرية خلال الموسم الأكاديمي 2026 ـ 2027، في خطوة تعد واحدة من أبرز النتائج المباشرة للمحادثات.

وتأتي هذه الزيارة بعد سلسلة خطوات متتابعة بين البلدين من بينها افتتاح السفارة الصومالية في الجزائر، وزيارة وزير الخارجية الصومالي قبل أشهر ، وهو ما يمنح هذه الزيارة طابعا تراكميا يعكس توجها نحو علاقة أكثر مؤسسية واستمرارية.

ويرى مراقبون أن توقيت الزيارة يحمل دلالات إضافية، إذ تأتي في فترة تشهد فيها المنطقة جهودا متجددة لبناء شراكات أفريقية أفريقية بعيدا عن التوترات الدولية. كما أن انفتاح الصومال على الجزائر قد يعكس بحث مقديشو عن تنويع علاقاتها خارج إطار دول القرن الإفريقي، مقابل سعي الجزائر إلى توسيع حضورها الدبلوماسي في المناطق الاستراتيجية من القارة.

ورغم غياب الإعلان عن مشاريع اقتصادية كبيرة، إلا أن التركيز الواضح على ملفات الأمن والتعليم يكشف توجها نحو تعاون تدريجي وهادئ، قد يتوسع في المرحلة المقبلة بما يتماشى مع سياسة الجزائر في تعزيز حضورها داخل أفريقيا جنوب الصحراء، وسعي الصومال لفتح آفاق جديدة خارج نطاق منطقة القرن الإفريقي.

بهذا المسار تبدو الزيارة خطوة أولى في مرحلة تعاون أوسع، ينتظر أن تتضح ملامحها خلال الأسابيع المقبلة .