مقالات

كارثة بحرية تبتلع أماً وطفليها.. فاجعة جديدة تُدمي قلوب السوريين

عبدالله حسن زيد – مراسلين

في صرخة ألمٍ جديدة تُمزّق صمت الشعب السوري المُثخن بالجراح،
تكتب مياه البحر المتوسط فصلاً آخر من فصول الموت الجماعي،
حيث يغرق الأمل قبل أن يبلغ الشاطئ، وتُدفن الأحلام تحت الأمواج.
اليوم، انهارت جدران بيتٍ في السقيلبية تحت وطأة خبرٍ يفطر القلب:
غرقت السيدة مها حسن، أمٌّ حنونٌ حملت أبناءها الأربعة بين ذراعيها،
مع ولديها زين بسام دنيا وحيدرة بسام دنيا، في عرض البحر أثناء محاولة يائسة للعبور من ليبيا إلى اليونان،
هرباً من جحيم الحرب نحو وهم الأمان في ألمانيا.

كانت الفقيدة قد غادرت مصر مع فلذات كبدها،
تاركةً خلفها زوجها بسام فهد دنيا ينتظر خبراً يُفرح قلبه في المنفى بعدما غادر سوريا بسبب الحرب .
لكن القارب الهشّ انهار تحت وطأة الأمواج العاتية،
فابتلع البحر الأم وطفليها،
بينما نجت ابنتاها – فتاة في الـ15 وأخرى في الـ11 –
بأعجوبةٍ تم انتشالها مع ناجين آخرين على سواحل اليونان.
تولّت السفارة السورية هناك الإجراءات،
وأبلغت العائلة اليوم بفاجعةٍ ستُخلّد في ذاكرة المدينة.

إنا لله وإنا إليه راجعون
يا ربّ، ارحم من غرق في سبيل لقمة عيشٍ كريمة
وأيقظ ضمائر العالم قبل أن يغرق السوريون جميعاً في دموعهم.
البحر ليس قبراً، بل مرآةٌ تعكس عجزنا الإنساني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews