سياحة و سفر

قلعة بني حماد بين الماضي المجيد والحاضر الذي يحتاج للإكتشاف

مولود سعدالله – مراسلين

في قلب جبال المعاضيد بولاية المسيلة زارت شبكة مراسلين قلعة بني حماد عاصمة الدولة الحمادية سابقا، التي تقف شامخة شاهدة على عبقرية العمارة الإسلامية، هذا الموقع الأثري الفريد يجذب اهتمام الباحثين والزوار لما يحمله من تاريخ غني وآثار لم تكتشف بالكامل بعد، بما في ذلك قصر المنار وقصر البحيرة، حيث لا تزال أعمال التنقيب جارية.

الدولة الحمادية كانت إحدى الممالك الإسلامية التي تأسست في القرن الحادي عشر الميلادي شمال الجزائر، وقد اشتهرت بالقوة العسكرية والتنظيم الإداري المتطور، إضافة إلى إنجازاتها المعمارية التي تجلت في بناء قلعة بني حماد كعاصمة لها. القلعة نفسها صُممت بأسلوب معماري متقدم يجمع بين الحصانة العسكرية والفخامة العمرانية، وكانت مركزا حضاريا وثقافيا وسياسيا للدولة، حيث عاش فيها الحكام والجنود والمجتمع المحلي ضمن منظومة متكاملة من القصور والمساجد والخزانات.

هنا القلعة التي تعد مئذنة لمسجد وهناك سياج في أماكن أخرى لحماية الآثار وللتنقيب، في الماضي كان الزوار يتوافدون على القلعة من كل مكان لكن اليوم لاحظنا تراجعا كبيرا في أعدادهم على الرغم من الأهمية التاريخية للمكان. حول الترميم قال أحد حراس القلعة ” لــشبكة مراسلين ” إن ما تم إنجازه لم يرتق إلى المأمول حيث اقتصرت الأعمال على رتوشات خفيفة فقط، مثل تحسين وتسسيج مكان خزان المياه القديم وبعض التعديلات البسيطة على القلعة وسطحها، دون إعادة الحياة الكاملة إلى هذه التحفة التاريخية.

رغم ذلك تظل قلعة بني حماد رمزا كبيرا في الجزائر ووجهة تاريخية تجمع بين عبق الماضي وعظمة العمارة، لتظل شاهدة على حضارة مزدهرة تركت بصمة خالدة في جبال المعاضيد.

Rita Abiad

صحفية وباحثة في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية، مهتمة بتغطية الأخبار الرياضية وتحليلها بالإضافة الى خبرة في إدارة منصات التواصل الإجتماعي وانتاج محتوى تحريري بدقة عالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews