عهد العودة من حصار حلب 2016 إلى فجر التحرير”

بقلم: سلوم الظاهر- مراسلين
مع حلول الذكرى الأولى لتحرير سوريا، تطلُّ علينا ذكرى حلب في ذلك الشتاء القاسي من عام 2016. كان الهواء بارداً، لكنَّ برودة الحديد كانت أقسى. كانت العيون تودِّع بيوتاً ظنَّت أنها ودَّعتنا، لكنها كانت في الحقيقة ترتحل معنا في حنيننا.
في تلك الأيام الحالكة، تحت حصار حلب في شتاء 2016، لم يكن الثلج هو وحده ما يغطي المدينة… كان الخوف يلفها، والموت يحاصرها. لكن في قلوبنا، كان هناك شمس لا تعرف الغروب: شمس الأمل
كنا نهجر إلى إدلب، نحمل معنا جراحنا وقليلاً من درج الذكريات، لكننا لم نترك وراءنا شيئا من إيماننا. كنا نحمل اليقين كما تحمل الأم طفلها: بثبات وحنان. كنا نعلم في أعماقنا أن هذه الليلة – مهما طالت – لابد لفجرها ان يبزغ
كنا نردد: “سنعود”. وكانت هذه الكلمة بمثابة الدفء في البرد القارس، والطعام في زمن الجوع. “سنعود منتصرين” لم تكن مجرد أمنية، بل كانت عهداً قطعناه على أنفسنا وعلى حجارة ديارنا التي ودعناها بدم العين، لا بدم القلب
والحمد لله… بعد سنوات من الصبر الذي كان سلاحنا، والانتظار الذي كان جهادنا، ها هو الفتح يأتي.
مرت سنة على تحرير حلب، ننظر إلى شوارعها اليوم وقد عادت الحياة تنبض فيها، ونذكر كيف كنا نحلم بهذه اللحظة بين الأنقاض.
اليوم، نسأل الله الذي أعادنا إلى ديارنا، أن يحفظ سوريا كلها تحت ظل الأمان. وأن يجعل أرضها آمنة مطمئنة وأن يكتب لشعبها السلام بعد طول عناء. اللهم احفظ سوريا وأهلها واجعل ما بقي من جراحها بلسما وما تبقى من ظلامها فجرا جديدا.



