بقلم: هناء محمد / ليبيا
إن كانت الأزماتْ تصعقُ الإنسان وتزلزلُ ثوابتهُ، فإنها أيضًا تُظهرُ المعدَن الأصيل وجوهرهِ النبيل في أشد لحظةٍ مُمكن أن يعيشها. الطبيب مُحمد الجراح “عضُو جمعية بررة الخيرية” رسمَ لنفسهِ خطًا شاقًا تحفهُ التحديات، وهذه المشقة لم تستثِرْ فيه أدنى ترددٍ من شأنهِ أن يجبرهُ على التراجع، فقد سّخرَ نفسه ووقتهُ من أجلِ أن يكون حلقة وصلٍ إنسانيَة بين ليبيا وبينَ غزة، وذلكَ بجمع التبرعات بانتظامٍ وصدقٍ ودقة، وتنظيم سُبل وصولها إلى القطاع بشكلٍ موثوق، وبإشرافهِ الشخصيّ لا غير.
بدأ نشاطاتهُ مبكرًا، وخلقَ لنفسهِ مقعدًا في الصف الأول منذ بداية الأحداث، تعرضَ لمواقفَ تشكيكٍ شككَتْ في نواياه، وقللَتْ من جهودهِ المبذولة، والآن لا يزال يعيشُ تحت وابلٍ من اتهاماتٍ زائفة لا تنتهي يرشقهُ بها مَن لا يجدون في نفوسهِم الهمة، لم يؤثرّ فيهِ ذلك بقدر تأثرهِ بعراقيلَ كانت أحيانًا تظهرُ من العدم لتقفَ في وجههِ، وفي وجه القائمينَ على جمعية بررة. لا يزال طريق الطبيب مستمرًا، هو صوتُ وكلمة ليبيا الوفية تجاه القضية الفلسطينية، القضية الأبدية التي لا تقبلُ القسمة، وسيستمرُ العطاء حتى آخر رمق.
