قاسم والعودة إلى الحضن العربي.. تغيُّر في الخطاب، ومد جسور التواصل!

ملاك يحيى – خاص مراسلين
تعيش المنطقة حال من الغليان، والترقّب لما يؤول إليه الوضع في المنطقة العربية عامةً، وفي بلاد الشام خاصةً. وفي حين أن الحرب على لبنان توقفت بالشكل، ولكنها مستمرة بالمضمون لما يلجأ إليه الإسرائيلي من تصعيد بحجة أنه يقصف بنى تحتية لحزب الله تشكل تهديداً لأمن الإسرائيلي.
فيما يعيش الحزب حالة تخبّط وتآكل داخلي، لم يمر عليه مثلها من قبل، خاصةً في ظل وجود نصرالله، الأمين العام السابق للحزب، والذي لعب دوراً جوهرياً في الحفاظ على الحزب طيلة السنوات الماضية.
أما سلفه نعيم قاسم فقد أطلّ علينا ليؤكد مرارة المرحلة التي تمر بها المنطقة، خاصةً وأن الأمريكي يدعم الإسرائيلي في مشروعه التوسعي، معتبراً أنه تم زرع هذا الكيان الغاصب في المنطقة للهيمنة عليها ومنعها من تحقيق استقلالها التام.
ولفت قاسم أن هذه المعركة السياسية قد دخلت منعطفاً خطيراً خاصةً بعد الضربة التي وُجِهت لدولة قطر، مُعرباً عن قلقه من خطورة الاستهداف الذي بدأ يطال الشعوب والأنظمة وكل من يقف أمام مشروع إسرائيل التوسعي ‘إسرائيل الكبرى’، الذي بات يشمل بلاد الشام (فلسطين، لبنان، سوريا والأردن)، مصر، العراق، السعودية، اليمن.. إلخ، بهدف الهيمنة على منطقة الشرق الأوسط.
أما اللافت في تصريح قاسم هو دعوته إلى فتح صفحة جديدة مع المملكة العربية السعودية، بغية الحفاظ على مستقبل الأمة العربية في وجه مشاريع الهيمنة والتقسيم، وهو أمر شكّل مفاجئة، وصدمة، حتى لأنصار الحزب أنفسهم، الذين اعتادوا على مهاجمة المملكة العربية السعودية في كل مناسبة، مما يشكل نقلة نوعية في خطاب قيادة الحزب، والتي ربما تسعى إلى العودة للحضن العربي.
جائت كلمة قاسم في ظل تزايد الانتهاكات الإسرائيلية في المنطقة، وخاصةً على جنوب لبنان. بحيث أن المعركة وفقاً لقاسم والحزب لم تعد مجرد معركة صغيرة تخوضها قوى ما تسمى بـ”المقاومة” بل أصبحت صراعاً مفتوحاً ضد مشروع إسرائيل الإستعماري.