رياضةمقالات

منير النصراوي.. الأب الذي خطف الأضواء من ابنه

قصة منى عيد-مراسلين

في كل مرة يُذكر فيها اسم لامين يامال، يذهب خيالنا فورًا إلى ذلك الفتى الإسباني الصغير الذي أبهر أوروبا بسحره الكروي. لكن خلف هذه الموهبة التي تشبه الحكايات القديمة، يقف رجل لا يقل حضورًا عن ابنه، رجل قرر أن يعيش داخل الرواية بدلًا من أن يكتفي بمتابعتها من بعيد: منير النصراوي، الأب الذي اختار الأضواء بدل الظل.

أب يتصدر المشهد

النصراوي، مغربي الأصل، لم يكن يومًا مجرد مشجع يتابع المباريات على التلفاز. منذ أن لمع نجمه ابنه، صنع لنفسه مساحة خاصة على السوشيال ميديا. حسابه على “إنستغرام” أصبح أشبه بمنصة للرأي والتصريحات النارية، خاصة حين أطلق مقارنته الشهيرة بين يامال وميسي، فاشتعلت النقاشات بين مشجعي الكرة في كل مكان.

صور قديمة.. وولاء مُربك

ولأن كل ما يُنشر على الإنترنت يترك أثرًا، ظهرت صور للنصراوي داخل ملعب “سانتياغو برنابيو” عام 2022 مرتديًا قميص ريال مدريد. الهجوم كان سريعًا، لكن رده كان أسرع وأبسط: “الفريق الذي يطعم أطفالي هو برشلونة”. جملة عابرة، لكنها تكشف رجلًا عمليًا يرى المستقبل بعين الواقعية، بعيدًا عن الشعارات.

مشاحنات مع كبار اللعبة

في سبتمبر 2025، تحولت مواقع التواصل إلى ساحة مواجهة كلامية بين النصراوي وسيرجيو أغويرو، أسطورة الأرجنتين. السبب: حصول يامال على المركز الثاني في سباق الكرة الذهبية خلف ديمبيلي. الأب وصف النتيجة بأنها “ظلم”، فرد أغويرو بحدة، ليعود النصراوي بسخرية أكثر حدّة. تلك المواجهة جعلت الأب حاضرًا في كل نقاش كروي عالمي، ربما بنفس قوة حضور ابنه في الملعب.

مرض يضعه في الصورة الإنسانية

بعيدًا عن الصخب، كشف النصراوي عن إصابته بالصرع وحاجته إلى علاج يومي منتظم. وفي لحظة نادرة من الصراحة، تحدث عن أن ابنه يلعب من أجل عائلته كلها، نافيًا الشائعات حول أي انحرافات شخصية. هكذا ظهر الوجه الآخر للأب، وجه الإنسان الذي يعيش مع مرض مزمن لكنه لا يتوقف عن دعم ابنه.

جذور متعددة.. وحكاية واحدة

قصة يامال نفسها تبدو مرآة لهذا التنوع؛ أب مغربي وأم من غينيا الاستوائية، ونشأة في إسبانيا صنعت منه أكثر من هوية في جسد واحد. الانفصال المبكر بين والديه جعله أكثر استقلالًا واعتمادًا على نفسه، وهو ما انعكس على شخصيته في الملعب.

من أزقة برشلونة إلى قمة أوروبا

خطوة بخطوة، صعد يامال من فرق الناشئين إلى الفريق الأول في برشلونة، محققًا أرقامًا قياسية وهو لا يزال في عمر المراهقة. تتويجه مع منتخب إسبانيا في يورو 2024 رسّخ مكانته كأحد أبرز المواهب العالمية، فيما يستمر عقده مع برشلونة حتى 2031، ما يعني أن المستقبل ما زال أمامه طويلًا.

ميسي.. المقارنة التي لا تهدأ

تصريحات الأب حول تفوق ابنه على ميسي أشعلت الجدل، لكن المحللين يرون أن يامال يسلك طريقه الخاص بعيدًا عن أي ظل. أرقامه وأداؤه يبرزان لاعبًا يسعى لترك بصمته الخاصة، بينما يظل الأب حاضرًا بصوته المثير للجدل.

الخلاصة:
بين نجومية يامال وصخب والده، تتشكل حكاية مزدوجة: لاعب يكتب مستقبله الكروي بخطوط ذهبية، وأب يختار أن يكون جزءًا من الرواية لا هامشًا لها. في النهاية، قد يكون النصراوي أكثر من مجرد أب داعم؛ إنه شريك في صناعة الأسطورة، بحلوها ومرّها، بمرضه وتصريحاته النارية، وبإصراره على ألا يبقى في الظل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews