“تعلموا من مقاومة حماس”.. صحيفة إيرانية تهاجم قمة شرم الشيخ وتصفها بفخ لخداع الرأي العام

علي زم – مراسلين
طهران- وصفت صحيفة جوان الإيرانية مفاوضات شرم الشيخ في القاهرة بأنها «فخ لخداع الرأي العام والضغط على إيران من أجل التفاوض مع الولايات المتحدة»، متهمة ما سمّته «التيار الغربي التوجه» داخل إيران بمحاولة دفع البلاد إلى «هاوية الذل والاستسلام» من خلال «سوء تفسيرهم» لتصریحات حركة حماس.
وفي الوقت الذي تتواصل فيه محادثات شرم الشيخ بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل بوساطة كل من الولايات المتحدة ومصر وقطر، ترى بعض الأوساط داخل إيران أن هذه المفاوضات دليل على ضرورة فتح قنوات حوار مع واشنطن، إلا أن صحيفة جوان الأصولية المحافظة تعتبر هذا التشبيه «مغالطة خطيرة».
تحت عنوان «القاهرة.. فخ الغربيين لطهران»، كتبت الصحيفة: «في صخب قاعات التفاوض في شرم الشيخ، حيث يخيّم ظل عامين من القتل الوحشي على غزة، جلست حماس إلى طاولة المفاوضات ممثّلة شعباً دمّر 70% من منازله، وقدّم عشرات الآلاف من الشهداء، ويكابد الحصار الخانق. وعلى الجهة المقابلة يجلس الكيان الصهيوني الذي احتل أرض الفلسطينيين، ولم يتورع – بدعم غير محدود من أمريكا والغرب – عن ارتكاب أي جريمة لتهجير الفلسطينيين وطردهم من وطنهم».
ويضيف الكاتب مهاجماً القوى السياسية في الداخل الإيراني التي تدعو إلى حوار مباشر مع الولايات المتحدة: «هذا الادعاء لا يعدّ فقط مغالطة واضحة، بل هو محاولة غوغائية لجرّ البلاد إلى هاوية الذل، وهي هاوية أثبت التاريخ أنها لا تجلب سوى الخسائر دون أي مكاسب».
وأشارت جوان إلى انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي ونقضها لتعهداتها السابقة، مؤكدة: «لقد قال المرشد الأعلى بوضوح: التفاوض مع أمريكا طريق مسدود تماماً، لا يجلب نفعاً ولا يدفع ضرراً. وهذه الحكمة نابعة من عشرات الأدلة الراسخة: من انقلاب 19 أغسطس 1953 إلى دعم صدام في حربه ضد إيران، وصولاً إلى انسحابهم من الاتفاق النووي».
ووصف الكاتب التفاوض مع واشنطن بأنه «استسلام أمام الغطرسة» و«خطر على استقلال البلاد»، وكتب قائلاً: «التفاوض مع الشيطان الأكبر يضعنا في موقف ضعف، ويزيد من شرور العدو، ويبدّد ما تحقق من إنجازات. فبأي منطق عقلي، وأي سجل تاريخي، وأي غيرة وطنية، يمكن لإيران القوية المقتدرة أن تجلس إلى طاولة تفاوض أحادية مع أمريكا من أجل إضعاف نفسها والتفريط في استقلالها؟».
وختمت صحيفة جوان المحافظة بالقول إن على إيران أن تتعلّم من مقاومة حماس لا من محادثات القاهرة: «فلنتعلم من القاهرة دروس الصمود لا الاستسلام. في القاهرة لم تستسلم حماس رغم قلة حيلتها بل قاومت بشجاعة، بينما في طهران ورغم أننا في ذروة القوة هناك من يكتب مسار الاستسلام».