مقالاتمقالات

تبديل وجوه… والدعاية الاسرائيلية مستمرة!

بقلم: نسمه العبدالله

فمن أجل سلامتكم، أنتم مُضطرون لإخلاء المباني فورًا والابتعاد عنها لمسافة لا تقل عن 500 متر، فالبقاء في محيطها يُعرّض حياتكم للخطر.
بهذا الأسلوب الذي يجمع بين التحذير والتهديد، واصل أفيخاي أدرعي استخدام لغته العربية عبر منصّات التواصل الاجتماعي لنشر رسائل دعائية موجّهة إلى الجمهور العربي، محاولًا تبرير سياسات الاحتلال وتلميع صورة الجيش الإسرائيلي.

يعتمد أدرعي في خطابه على أسلوبٍ استعراضي يوظّف فيه الآيات القرآنية والأمثال الشعبية لاستمالة المتلقي العربي، في محاولة لاختراق وعيه والتأثير على الرأي العام. إلا أنّ هذه الأساليب غالبًا ما تُقابل بالسخرية والرفض من قبل الفلسطينيين والعرب، الذين يرونه رمزًا للتضليل الإعلامي والدعاية الاحتلالية، يسعى لتبرير جرائم الاحتلال وصرف الأنظار عن واقع الاستيطان والعدوان المستمر.

على مدى نحو عشرين عامًا في موقع المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للغة العربية، ظلّ أفيخاي أدرعي من أكثر الشخصيات الإسرائيلية حضورًا في المشهد الإعلامي العربي، حتى وُصف في بعض وسائل الإعلام العبرية بأنه “اليهودي الأكثر شهرة في الشرق الأوسط”.

ومع تداول أنباء عن نيّته ترك منصبه، برز اسم إيلا واوية كخليفة محتملة له، بعد تعيينها مؤخرًا من قبل جيش الاحتلال متحدثة جديدة باسم الجيش للإعلام العربي. واوية معروفة بنشاطها وتفاعلها على وسائل التواصل دفاعًا عن الرواية الإسرائيلية، وقد حصلت على عدة ترقيات وصلت بها إلى رتبة “رائد”، كما نالت وسام “الخدمة المتميزة” من الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين عام 2015.

في ضوء ذلك، يبدو أن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية ماضية في نهجها القائم على الدعاية الناعمة الموجّهة، عبر وجوه إعلامية تتقن العربية وتُتقن مخاطبة الجمهور العربي بلغة قريبة، لكنها تخفي خلفها رواية الاحتلال ومحاولاته لتجميل صورته أمام العالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews