
مولود سعدالله – مراسلين
مباريات البطولة العربية الحالية في قطر ليست مجرد مباريات هي مرآة للجماهير و الهويةوالتاريخ المشترك بين الشعوب العربية ، متحدة بلغتها وثقافتها لكنها متنافسة على أرض الملعب من الجزائر والمغرب، إلى مصر والسودان، ومن تونس والمغرب، وصولا إلى قطر والسعودية والأردن وسوريا والعراق نكتشف كيف تلتقي الندية بالمزاح وكيف تتحول السخرية أحيانا إلى لغة مشتركة تعكس الأخوة الرمزية بين الجماهير.

اللغة العربية والثقافة المشتركة تجعل التفاعل بين الجماهير أكثر وضوحا ودفئا ، فالمدرجات ووسائل التواصل الاجتماعي تتحول إلى مساحة لتبادل المزاح والتهكم بين الجماهير والميمز مع الحفاظ على روح التنافس ، هذه الظاهرة توضح أن القومية العربية ليست مجرد شعار بل مرجع ثقافي يخفف حدة التنافس ويحول النصر والهزيمة إلى تجربة جماعية ممتعة.

فمثلا رغم التنافس بين جماهير شمال إفريقيا بين الجزائر والمغرب أو تونس والمغرب أو مصر والجزائر أو مصر والمغرب نرى تعليقات على مواقع التواصل وسخرية اخوية أكثر مما هي عدوانية قبل أو بعد المباريات ، وتتشارك في تفاعلات مشتركة تعكس وحدة ثقافية رغم الاختلاف الرياضي.

تتجلى الندية بشكل واضح في المباريات بين المنتخبات العربية في مباريات مثل الجزائر والمغرب ، مصر والسودان ، تونس والمغرب ، مصر والجزائر أو المغرب المباريات التي تظهر تكافؤا تقنيا وحماسة جماهيرية كبيرة ، وفي الخليج المنافسة بين قطر والإمارات والسعودية أحيانا شديدة لكنها تتحول غالبا إلى مزاح جماهيري أخوي بعد نهاية المباراة ، وهنا يظهر الترابط الندية داخل الملعب تنعكس خارجها عبر التفاعل الرقمي، حيث تمتزج المنافسة بالمزاح، ويبرز الخط الفاصل بين التنافس الحاد والسخرية الأخوية.

توضح التغطية الإعلامية أن الجماهير العربية غمرت وسائل التواصل الاجتماعي بالميمات والسخرية بعد مباريات كبرى
في مونديال 2022 ذكرت صحف Al Bawaba وL’Orient-Le Jour أن الجماهير العربية استخدمت الميمات الساخرة بعد نتائج مفاجئة، سواء بفوز السعودية على الأرجنتين أو بخيبة أمل منتخبات أخرى، في مونديال 2018 خروج المنتخبات العربية من الدور الأول أثار موجة من السخرية والنقد الجماهيري، مع تعليقات مثل: “Football Is Not For Arabs”.
هذه التفاعلات توضح أن المزاح والسخرية ليسا مجرد استهزاء، بل وسيلة للتنفيس الجماعي نقدا للأداء، ومشاركة للحظة بين الشعوب العربية.

نجاح قطر في تنظيم مونديال 2022 وبطولة العرب قبلها 2021 في تجربة فريدة واستثنائية وكذلك البطولة الحالية ، أظهر كيف يمكن للتنظيم الاحترافي والتسويق الذكي أن يحول البطولة إلى تجربة جماهيرية متكاملة من ملاعب حديثة وتجهيزات متكاملة إلى تغطية إعلامية واسعة واحترافية ، تجعل البطولة محور اهتمام عالمي.
أيضا التسويق المبتكر في الربط بين المباريات والميمات مما عزز التفاعل الجماهيري ، فالتنظيم الاحترافي أعطى الجماهير منصة أكبر للتعبير عن مزاحها و سخريتها، مما خلق تجربة ثقافية ورياضية متكاملة.
عندما نقارن البطولة العربية ببطولات مثل اليورو الأوروبي كوبا أميركا وGold Cup لأمريكا الشمالية، نلاحظ أن الروابط اللغوية والثقافية بين الجماهير العربية تجعل المزاح غالبا أخويا، وليس هجوميا أو عدائيا ، بينما في أوروبا أو أمريكا الجنوبية، المزاح أحيانا يميل إلى الهجوم المباشر أو العنصرية الرمزية، وهو ما يميز تجربة البطولة العربية ويعطيها بعدا فريدا ، وهنا يجب أن نشير إلى بعض الاستثناءات اين تكون هناك مناوشات خارج الإطار في المواقع لكنها لا ترقى للعداوة فيبقى الطابع العائلي ما يميزها الا استثناءات قليلة .

البطولة العربية هي مرآة للقومية و التنافس ولتفاعل الجماهير العربية، فالندية بين المنتخبات.و المزاح و السخرية الرمزية والتنمر الأخوي على المواقع ، كلها عناصر تجعل البطولة تجربة فريدة تكشف التوازن الدقيق بين الهوية المشتركة والمنافسة الرياضية.



