بقلم – د. أسامة الغزالي حرب
بصراحة كاملة…بقدر ما اهتممت بقراءة ما كتب أمس السبت (1/4) فى الصفحة الأولى من جريدة الوطن، عن تصنيع أول سيارة كهربائية مصرية …بقدر ما ساورنى القلق حول الأمر كله …لذلك فإننى أرجو، وأتمنى ، وأدعو الله أن يكون ما جاء فيه، هذه المرة، جادا و صادقا و مثمرا! لماذا ساورنى القلق…؟ لأننى أنتمى إلى جيل شهد فى صباه بداية الطموح لصنع سيارة مصرية! وأتذكر أننى نزلت فى عام 1959 وعمرى 12 عاما ، إلى ميدان التحرير مع والدى رحمه الله ، بعد أن طلبت منه أن يصحبني (غالبا فى أثناء احتفالات ذكرى ثورة يوليو فى ذلك العام) لمشاهدة السيارة رمسيس، التى أعلن أنها معروضة بالميدان! كانت السيارة – برغم شكلها البسيط و البدائى للغاية – موضع فخرنا واعتزازنا لأنها سيارة مصرية! وسعرها 200 جنيه فقط (طبعا بأسعار زمان)! ولكننى عرفت بعد ذلك أن محركها كان ألمانيا، و أن 70% من مكوناتها تقريبا كانت مستوردة! ومع أنها ظلت لسنوات طويلة تسير فى الشوارع، إلا ان إنتاجها توقف لأسباب فنية/ اقتصادية، قبل ان يقضى على صناعتها تعاقد الدولة مع شركة فيات الإيطالية التي قامت بتجميع سياراتها فى مصر، بنسبة محلية هامشية محدودة للغاية، لتخرج السيارات من المصانع مكتوبا فى مقدمتها كلمة نصر بدلا من فيات!.
إننى أتمنى هذه المرة صناعة حقيقية وليس تصنيعا شكليا، للسيارة الكهربائية! ومما يشجعني على تحقيق ذلك الأمل أن أنباءها الأخيرة، جاءت فى سياق اجتماعات لجنة سياسات الابتكار التى يرأسها د. أيمن عاشور وزير التعليم العالى والبحث العلمى ، بحضور ولاء شتا الرئيس التنفيذى لهيئة تمويل العلوم والتكنولوجيا والابتكار، ود. ضياء عبد المجيد المدير التنفيذى لصندوق رعاية المبتكرين والنوابغ ، ود. هشام هدارة مستشار الوزير للابتكار. تلك مبادرة مشجعة للغاية، تجعلنا نطمح فى بداية علمية جادة لصناعة سيارة كهربائية مصرية!.
المصدر: صحيفة الأهرام
