سعيد محمد- مراسلين
أثار تنظيم كأس السوبر الإيطالي في المملكة العربية السعودية جدلاً واسعاً في الأوساط الإعلامية والرياضية الأوروبية حيث تعرضت البطولة لهجوم وانتقادات بسبب بعض الجوانب التنظيمية والثقافية المصاحبة للحدث وعلى رأسها مراسم التتويج التي شاركت فيها نساء باللباس الإسلامي إضافة إلى كتابة أسماء اللاعبين باللغة العربية وهو ما اعتبره منتقدون تغييرا غير مألوف لهوية بطولة إيطالية عريقة.
وسائل إعلام إيطالية وأوروبية رأت أن هذه التفاصيل تعكس ابتعادا عن الطابع التقليدي للكرة الإيطالية مشيرة إلى أن نقل البطولة خارج أوروبا يجب ألا يكون على حساب الرموز الثقافية المرتبطة بها واعتبر بعض المعلقين أن ما حدث يمثل خضوعا لشروط الدولة المستضيفة مقابل المكاسب المالية الكبيرة التي تحصل عليها الأندية والاتحاد الإيطالي.
في المقابل دافع عدد من المسؤولين الرياضيين والمحللين عن إقامة البطولة في السعودية مؤكدين أن احترام ثقافة البلد المنظم يعد أمرا طبيعيا في ظل العولمة الرياضية وأن مشاركة نساء باللباس الإسلامي في تقديم الجوائز لا تحمل أي بعد سلبي بل تعكس التنوع الثقافي الذي باتت تشهده البطولات الدولية كما أوضحوا أن استخدام اللغة العربية في التنظيم موجه للجمهور المحلي ولا يمس هوية اللاعبين أو الأندية.
الجهة المنظمة والاتحاد الإيطالي لكرة القدم شددا على أن جميع الترتيبات تمت وفق اتفاقات مسبقة وبموافقة الأندية المشاركة وأن الهدف من إقامة كأس السوبر خارج إيطاليا هو الترويج لكرة القدم الإيطالية عالميا وتوسيع قاعدتها الجماهيرية في أسواق جديدة وعلى رأسها الشرق الأوسط.
الجدل المثار حول كأس السوبر الإيطالي في السعودية يعكس نقاشاً أوسع حول العلاقة بين الرياضة والهوية الثقافية في عصر أصبحت فيه كرة القدم صناعة عالمية عابرة للحدود حيث باتت البطولات الكبرى تخضع لعادات وتقاليد الدول المستضيفة وهو ما يفرض واقعا جديدا على الجماهير والمؤسسات الرياضية في كيفية التوفيق بين الحفاظ على الهوية والانفتاح العالمي.
