صحة و جمال

“الجمال السام”.. كريمات تفتيح البشرة تهدد حياة ملايين النساء في إفريقيا

كتبت منى عيد / مصر

رغم أن البشرة السمراء كانت تاريخيًا رمزًا للقوة والجمال في إفريقيا، فإن صناعة بمليارات الدولارات تهدد هذا الإرث الثمين. أبحاث طبية حديثة تكشف أن كريمات تفتيح البشرة، المحملة بالهيدروكينون والكورتيكوستيرويدات، تسبب سرطانات الجلد وتشوهات دائمة، تؤثر على ملايين النساء الإفريقيات يوميًا.

في ستينيات القرن الماضي، رفعت حركات التحرر شعارًا بسيطًا لكنه قويًا: “البشرة السمراء جميلة”، لكن الموروث الاستعماري الذي رسخ اللون الفاتح كمعيار للجمال والقبول الاجتماعي ظل حاضرًا. اليوم، تقدر قيمة سوق كريمات التفتيح في إفريقيا بـ10.7 مليار دولار، وفقًا لمركز فاروس للدراسات الإفريقية، مع توقعات بارتفاعها إلى 18.1 مليار دولار بحلول عام 2033.

وفي عيادات جنوب إفريقيا، تصف البروفيسورة نكوزا دلوفا مشاهد مأساوية لنساء فقدن جمالهن الطبيعي، وظهرت على وجوههن تشوهات لا تُمحى، ما أفقد الكثيرات الثقة بأنفسهن وأدخل بعضهن في حالات اكتئاب شديد أو ميول انتحارية.

رغم حظر هذه المواد في دول مثل رواندا وغانا منذ عقود، فإن ضعف الرقابة وانتشار السوق السوداء أعاد انتشارها، فيما لعبت وسائل التواصل الاجتماعي دورًا في تسويقها مجددًا على نطاق واسع.

ويجمع الخبراء على أن المعركة ضد كريمات التفتيح لا تقتصر على الطب أو القانون، بل هي نضال إفريقي وعالمي لإعادة الاعتبار للجمال الطبيعي للبشرة السمراء، ورفض التمييز التاريخي الذي فرضه الاستعمار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews