مباراة أظهرت الفرق بين الاستعراض والحسم: العراق يخطف بطاقة التأهل من أنياب السودان

ممدوح ساتي -مراسلين
في أمسية احتدم فيها الصراع على كل كرة، خرج المنتخب العراقي فائزا 2‑0 على السودان في مباراة لم تكن مجرد تبادل للكرات، بل درس عملي في الفارق بين الاستعراض الهجومي والقدرة على الحسم. بين السيطرة النسبية التي أظهرها السودان، واستغلال العراق لأقل الفرص في اللحظات الحرجة، تكشفت تفاصيل المباراة التي أعادت طرح أسئلة حول فعالية الأداء السوداني وجاهزيته للتحديات القادمة في بطولة كأس العرب المقامة في قطر.
السودان: سيطرة بلا نتائج
بدأ المنتخب السوداني المباراة بروح قتالية وتنظيم واضح في وسط الملعب، محاولاً فرض نسقه والتحكم بإيقاع اللعب.
شهد الشوط الأول بعض المحاولات الهجومية، لكن كل الفرص افتقرت للتركيز داخل منطقة الجزاء، ولم تُترجم إلى تهديد حقيقي للمرمى العراقي.
كان الأداء واعداً من ناحية التحرك والتنظيم، لكنه لم يحمل الحسم المطلوب، ما جعل الجهود بلا نتيجة على لوحة النتيجة.
العراق: استغلال الفرص والفعالية الحاسمة
العراق اعتمد على قراءة دقيقة للحظات الحاسمة في المباراة.
الهدف الأول جاء بعد خلل بسيط في التنسيق بين الظهير وقلبي الدفاع السوداني، ما منح مهند علي مساحة للتوغل داخل الصندوق وتسديد الكرة بثقة.
بعد ثلاث دقائق، سجل أمجد عطوان الهدف الثاني من متابعة عرضية دقيقة على الجهة اليمنى، مستفيداً من بطء التحرك الدفاعي على الأطراف.
ما ميز العراق هو القدرة على تحويل الفرص القليلة إلى أهداف حاسمة، على عكس السودان الذي أنشأ الفرص لكنه افتقد الحسم.
نقاط القوة والضعف
السودان: ظهر الفريق متماسكاً في وسط الملعب، مع محاولات هجومية منتظمة، لكنه افتقد إلى التركيز أمام المرمى، مع ضعف في إنهاء الهجمات بشكل فعّال.
العراق: اعتمد على الانضباط الدفاعي، استغلال الفراغات بدقة، والتحرك السريع للهجمات المرتدة، ما منحه التفوق في الدقائق الحاسمة.
التداعيات والتحديات القادمة
خسارة السودان جعلت طريق التأهل إلى الدور التالي صعباً، إذ يحتاج للفوز على البحرين بفارق أهداف كبير مع انتظار تعثر منافسين آخرين.
التحدي الأساسي يكمن في إعادة بناء الدفاع، رفع الفاعلية الهجومية، وتوفير خيارات متعددة أمام المرمى بدل الاعتماد على الكرات العرضية والأطراف فقط.
خلاصة المشهد
العراق حقق هدفه بجدارة: بطاقة التأهل.
أما السودان، فقد قدم أداءً شجاعاً، لكنه دفع ثمن التفاصيل الصغيرة التي تصنع الفرق في كرة القدم الحديثة: التمركز الدفاعي، سرعة التحرك، والحسم داخل منطقة الجزاء.
المباراة كانت درساً عملياً للفريق السوداني، وامتداداً لتأكيد قدرة العراق على إدارة المباريات بذكاء واستغلال أي فرصة مهما كانت محدودة.





