فضيحة المراهنات تهزّ الكرة التركية: اعتقال 8 أشخاص والتحقيق مع أكثر من ألف لاعب

ريتا الأبيض – مراسلين
في واحدة من أكبر القضايا التي تشهدها الرياضة التركية في السنوات الأخيرة، أعلنت السلطات في أنقرة عن اعتقال 8 أشخاص رسميًا، بينهم رئيس أحد أندية الدوري الممتاز، وذلك ضمن تحقيق واسع يتعلق بمراهنات غير مشروعة طالت عدداً كبيراً من لاعبي كرة القدم في البلاد.
وقالت مصادر قضائية تركية إن التحقيقات التي تجريها النيابة العامة في إسطنبول كشفت عن تورط أكثر من 1024 لاعباً في مراهنات مزعومة على نتائج مباريات محلية، ما دفع الاتحاد التركي لكرة القدم إلى إيقافهم مؤقتًا عن اللعب لحين استكمال التحقيقات التأديبية.
تحقيقات غير مسبوقة
وجاءت هذه الخطوة بعد إعلان الاتحاد التركي في وقت سابق من الشهر الجاري إيقاف 149 حكمًا ومساعدًا عن مزاولة مهامهم، بعد أن أظهرت نتائج تحقيقات أولية وجود شبهات حول مشاركتهم في أنشطة مراهنة مرتبطة بنتائج مباريات رسمية في البطولات المحلية.
وبحسب القرار القضائي، فقد صدر أمر بالقبض على رئيس نادي “أيوب سبور” مراد أوزكايا وسبعة آخرين بتهمة التورط في شبكة مراهنات غير قانونية يُعتقد أنها أثرت على نزاهة عدد من المباريات.
تجميد شامل للبطولات
وفي بيان رسمي، أعلن الاتحاد التركي لكرة القدم أنه أحال ملف 1024 لاعبًا إلى المجلس التأديبي، وبدأ مفاوضات عاجلة مع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) للحصول على فترة انتقال وتسجيل استثنائية مدتها 15 يومًا، للسماح للأندية بإجراء تعاقدات بديلة قبل انطلاق فترة الانتقالات الشتوية المقبلة.
كما قرر الاتحاد تعليق مباريات دوري الدرجتين الثانية والثالثة لمدة أسبوعين، إلى حين الانتهاء من مراجعة سجلات اللاعبين والأجهزة الفنية، وسط توقعات بعقد اجتماع استثنائي لمجلس إدارة الاتحاد لمتابعة تطورات الأزمة.
فضائح المراهنات بالأرقام
وكشف رئيس الاتحاد التركي إبراهيم حجي عثمان أوغلو أن التحقيق الذي أُجري بالتعاون مع مؤسسات الدولة أظهر أن 371 من أصل 571 حكمًا يشاركون في البطولات المحلية لديهم حسابات مرتبطة بمواقع مراهنات، بينهم 152 حكمًا يمارسون المقامرة بانتظام.
وأضاف أن بعض الحكام راهنوا آلاف المرات، مشيرًا إلى أن أحدهم أقدم على المراهنة أكثر من 18 ألف مرة، بينما راهن 42 حكمًا على أكثر من ألف مباراة، في حين اكتفى آخرون بمحاولة واحدة فقط.
صدمة في الأوساط الرياضية
وأثارت هذه الفضيحة موجة من الصدمة والاستنكار في الأوساط الرياضية التركية، خصوصًا بعد الكشف عن احتمال تورط لاعبين من أندية كبرى مثل غلطة سراي وبشكتاش، ما قد يؤدي إلى عقوبات تأديبية قاسية تصل إلى الحرمان مدى الحياة من النشاط الرياضي.
وأكدت تقارير إعلامية أن الحكومة التركية تتعامل مع القضية كملف وطني حساس نظرًا لتأثيرها على سمعة الرياضة في البلاد، فيما شددت وزارة العدل على ضرورة “تطهير كرة القدم من أي ممارسات غير قانونية تمسّ نزاهتها”



