رياضة

لم يكن يتوقعها …رحلة شاب فلسطيني تنتهي بلقب بطولي في أستراليا

نور بك – مراسلين

لم يكن انتقال جهاد السبع إلى أستراليا سوى خطوة عابرة في رحلة مراهق رافق والده بحثًا عن فرصة تعليمية. لكنه لم يتوقع أن تتحول تلك الرحلة إلى فصل جديد يصنعه وحده، بعيدًا عن العائلة، وبعيدًا عن غزة التي غادرها وهو في الثانية عشرة من عمره.

ورغم الغربة وصعوبة البدايات، نجح هذا الشاب الفلسطيني في أن يفرض اسمه في واحدة من أصعب الرياضات القتالية، ليصبح بطل ولاية فيكتوريا للوزن المتوسط في الكيك بوكسينغ، متحديًا الإصابات والضغوط وظروف الحياة.

بداية لم تكن ضمن الخطة

قبل ست سنوات، وطأت قدما جهاد مطار أستراليا بمزيج من الحماس والقلق. بلد جديد، ثقافة مختلفة، ولغة لا يتقنها جيدًا. وبعد أن أنهى والده دراسته واضطر للعودة إلى غزة، وجد جهاد نفسه أمام حياة جديدة تمامًا… يعيشها وحده.

كان ما يزال في عمر يحتاج فيه لوجود العائلة حوله، لكنه اضطر لتحمّل مسؤوليات أكبر منه: الدراسة والعمل وتأمين مصاريفه كطالب دولي. ويقول إن تلك المرحلة كانت اللحظة التي أدرك فيها أنه “مضطر يكبر قبل وقته”.

غزة… مسافة لا تقطعها الطائرات

على الرغم من السنوات الطويلة والبعد الجغرافي، ظلّ جهاد مرتبطًا بغزة يتحدث عنها كجزء لا ينفصل من روحه، خصوصًا خلال السنوات الثلاث الماضية التي أثقلتها الحرب. كان يشعر بالعجز البعيد، لكنه يكرر لنفسه دائمًا:
“لازم أضل واقف… لازم أكمل.”

تخصصات متعددة… وطريق يقوده إلى الحلبة

لم تكن مسيرة جهاد الأكاديمية خطًا مستقيمًاً، فقد بدأ بدراسة العلوم الصحية والتمريض، قبل أن ينتقل إلى الأمن السيبراني أملاً في مستقبل مهني مستقر يساعده على الحصول على الإقامة الدائمة.

يقول ضاحكًا: “ولا مجال له علاقة بالثاني… بس بحب آخذ من كل مجال شيء”.

لكن التحوّل الحقيقي في حياته لم يكن أكاديميًا… بل رياضيًا.
من الفروسية في غزة… إلى الكيك بوكسينغ في أستراليا

كان جهاد في غزة فارسًا وحقق بطولات في قفز الحواجز. لكن الفروسية في أستراليا مكلفة وصعبة الاستمرار. وبحثًا عن رياضة تعكس شخصيته وتحديات حياته، وجد نفسه يدخل عالم الكيك بوكسينغ لأول مرة.

أحبّ الرياضة لأنها تعتمد على الذكاء وسرعة القرار، ولأنها، كما يقول، مساحة يستطيع من خلالها تمثيل نفسه وعائلته وبلده… وأستراليا التي احتضنته أيضًا.

يد مكسورة… وروح لا تنكسر

لم يكن فوزه بلقب فيكتوريا حدثًا رياضيًا فحسب، بل لحظة أثارت فخر الجالية العربية والفلسطينية. وقد شكّل الدعم الذي تلقّاه بعد تتويجه دافعًا إضافيًا لمواصلة طريقه.

وضع الآن أهدافًا أكبر: بطولة أستراليا… ثم الكومنولث… ثم العالم.

وخلال مباراته الأخيرة، كُسرت يده في الجولة الثانية بعد سقوط مفاجئ. شعر بالألم، لكنه اتخذ قراره فورًا:
“مستحيل أوقف… لازم أكمل.”

قاتل بيد واحدة… وانتصر. وكان يفكر طوال الوقت بعائلته في غزة وبالوعد الذي قطعه لهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews