
صدام الحريبي – اليمن
(هذا المقال لكل الإسلاميين في العالم وليس في منطقة بعينها)
“إن من أهم أخطائكم أنّكم تتوقّفون كثيرا عند النتائج قبل اتّخاذ القرار ووضع الآليات”
بداية المقال: تعلم كل البشريّة _ وليس العرب فقط_ إن الإسلاميين تعرّضوا للمؤامرات والهجوم وأن هناك محاولات ليس لإيقافهم فحسب، بل لمحوهم وإنهائهم، والجميع يعلم ذلك حتى وإن أنكروا.. لكن..
لكن الإسلاميين أتت لهم الفرص على طبق من ذهب فضيّعوها للأسف، ليس لأنهم لا يمتلكون الخبرة السياسية، فقد عجنتهم التجارب والتحديات عجنا، وهم أكثر من يمتلك الخبرة في كافة المجالات كونهم يؤمنون بشمولية الدين الإسلامي، بل لأنهم متردّدون ومتخوّفون ولا أريد القول أنهم لا يثقون بأنفسهم، وحتى إن مُكّنوا أتوا بشخص من خارجهم ليقودهم ثم ينقلب عليهم، وذلك ظنا منهم أنهم يمارسون السياسة بذلك حتى لا يتحمّلون مسؤولية أي خطأ، أو خوفا من أن يتم رفضهم مع أن الشعوب معهم.. فيضربون ألف حساب للخصم ولا يضربون أصغر حساب لفكرة أن الشعوب معهم وتدعمهم وهذه أخطاء قاتلة، ثم عندما يتعرّضون للخطر، يقول بعضم إن الشعوب لم تتحرّك؟
ألم تتحرّك الشعوب في ٢٠١١م وتأتي بفرص ذهبية؟ هل كان الإسلاميون يظنّون أن الناس والتكتلات الأخرى سيوصلوهم إلى الحكم ويقبّلون رؤوسهم كونهم الأجدر وأكثر من ضحى وناضل؟ هذا كلام فارغ.. لأن الواقع غير ذلك، فالجميع سيحاربهم وسيجتمع عليهم، وكان يجب أن يحسبوا حساب ذلك ويجهّزوا أنفسهم لاحتمالية صراع كبير من أجل تجاوزه.
يجب أن يؤمن الإسلاميون أن البشر يختلفون في التفكير والتعامل والأساليب، وأن أساليب المكر مختلفة.. فقد تعرّض الإسلاميون لأساليب مكر وخداع كثيرة وظنّوا أن الأساليب انتهت وأنها لن تتغيّر وأن الخصم واحد، ليتفاجأوا أن الأساليب اختلفت والعدو أصبح بالآلاف.. فهذه سنة الحياة، ولا خيار لكم أيها الإسلاميوّن إلا أن تستوعبوها أو يصعد التافهين على ظهوركم وجماجكم وأنصاركم.
أيها الإسلاميون عليكم أن تصلوا إلى أعلى درجات اليقين أن القوى العالمية لن تترككم أبدا حتى يرث الله الأرض ومن عليها، ولن تستطيعوا تجاوزها إلا إذا استوعبتم الواقع وفكّرتم وامتلكتم القوة، فلا شيء في هذه الأرض يستطيع تركيع القوة إلا العقل والقوة كذلك، فالتوكل على الله يحتاج إلى العمل بالأسباب.
ولتعلموا أن أساليب حرب عدوّكم ليست سياسية وعسكرية فقط، بل كذلك ثقافية وفكرية وإعلامية وحتى أخلاقية غير مقبولة وكل ما لا يخطر ببال البعض، وعليكم ألّا تصدّقوا كل من تعاطف معكم، فتعاطُف بعض الدول معكم حتى وإن دعمتكم قد تكون لأهداف خبيثة، مثلا من أجل إيصال رسالة للشعوب التي تكره هذه الدول مفادها: أننا ندعم الإسلاميين وأنّهم معنا، ثم يتم تمويل حملات إعلامية من طرف ثالث ضدكم مفادها: أن الإسلاميين يمارسون الخيانة، من أجل تحريض الشعوب ضدكم ثم رفضكم، وصحيح أنهم يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين، ولكن أين دوركم وعملكم بالأسباب الذي أمركم به الله، فسنة الحياة انتصار من يعمل ويجتهد، ثم يأتي توفيق الله.
أيها الإسلاميون عليكم بتنويع أساليب تعاملكم وتحديثها، ولا تضعوا فجوة بينكم وبين الشباب، ولا تتعاملوا معهم كطائشين فيمارسوا دور الطائش فعليا أو يذهبوا إلى خصومكم لأنهم يقدّرونهم ويقدرون عطاءهم، وذلك كي تنتصروا على عدوكم من حيث لا يتوقع.
أيها الإسلاميون، لا تتوقّفوا كثيرا عند النتائج، فمشكلتكم الأزلية أنكم تفكّرون بالعواقب أكثر من اللازم قبل التكتيك واتخاذ القرار ووضع الآلية، تتركون الآلية وتقفزون إلى التفكير بالنتائج وتحميل أنفسكم أكثر مما تطيق في التفكير بهواجس العواقب، لكن إن ركّزتم على الألية وقوّيتموها، فالنتائج ستكون إيجابية، والنتائج أصلا ليست من اختصاصكم، فهناك من بيده كل شيء ويقول للشيء كن فيكون هو من يقرّر ماهية النتائج وكيف تكون ولصالح من، فلا تتوقّفوا كثيرا عندها وتتعرّضوا للسقوط والفشل، وتخالفوا سنة الله، فقط اعملوا بجد وجهد وأخلصوا، والتوفيق من الله فإن نجحتم في الآلية فقد عملتم ما عليكم، وما بعدها على الله، أما استمراركم بذلك فلن يفيد إلا أعداء الدين والأوطان فقط!
فلتُصَحّح الأخطاء بإرادة، ولتُغيَّر الأساليب، ولتُحدّث السياسات وطريقة التعامل، وليظل المبدأ والهدف.
بإمكانكم المشاركة والنشر.