ريتا الأبيض – مراسلين
أصدرت السلطات القضائية في تركيا مذكرات توقيف بحق 137 شخصًا، في إطار تحقيقات أمنية واسعة تتعلق بتهديدات محتملة تستهدف احتفالات عيد الميلاد ورأس السنة. وأسفرت العمليات، التي نُفذت بشكل متزامن في 124 موقعًا داخل مدينة إسطنبول، عن توقيف 115 مشتبهًا بهم حتى الآن.
ووفق ما أفاد به مكتب المدعي العام في إسطنبول، فإن التحقيقات تتركز على شبهات ارتباط الموقوفين بتنظيم “داعش”، وسط معلومات عن استعدادات محتملة لتنفيذ هجمات تتماشى مع دعوات صادرة عن التنظيم خلال هذه الفترة.
ضبطت القوات الأمنية خلال المداهمات مسدسات وذخائر، إضافة إلى وثائق ذات طابع تنظيمي، في حين أشار الادعاء إلى أن بعض المشتبه بهم لديهم صلات بمناطق نزاع خارج البلاد. كما صدرت مذكرات اعتقال إضافية بحق أشخاص آخرين على خلفية قضايا تتعلق بجرائم إرهابية محلية ودولية.
ولا تزال التحقيقات مستمرة لتعقب الفارين، على أن يتم الإعلان عن نتائج إضافية بعد استكمال الإجراءات القانونية.
في أنقرة، أعلنت مديرية مكافحة الإرهاب تنفيذ عملية أمنية منفصلة أسفرت عن توقيف عدد من المشتبه بهم بشبهات تتعلق بتمويل تنظيم “داعش”. ونقلت وكالة “دمير أوران” للأنباء عن مصادر أمنية أن التحقيقات كشفت عن وجود هيكل تنظيمي نشط في العاصمة، استنادًا إلى تقارير مجلس التحقيق في الجرائم المالية (MASAK) وتحليلات لمحتوى متداول على وسائل التواصل الاجتماعي.
بحسب المعطيات، جرى تقديم دعم مالي لعناصر التنظيم وعائلاتهم في مناطق نزاع داخل سوريا، عبر حسابات مصرفية، تحت مسميات مثل “الزكاة” و”الدعوة” و”مساعدة الأسر”.
كما قد أصدرت قوات الدرك في ولاية أنقرة تحذيرات أمنية في 19 ديسمبر/كانون الأول 2025، تحدثت فيها عن احتمال تنفيذ هجمات متزامنة في أنقرة وإسطنبول قبيل ليلة رأس السنة، مع تركيز محتمل على مراكز التسوق والأسواق العامة.
يُذكر أن تنظيم “داعش” نفّذ خلال السنوات الماضية عدة هجمات داخل تركيا، من أبرزها تفجير أنقرة عام 2015 الذي أودى بحياة 103 أشخاص، إضافة إلى الهجوم المسلح على ملهى “رينا” في إسطنبول ليلة رأس السنة 2017، والذي أسفر عن مقتل 39 شخصًا، فضلًا عن هجمات استهدفت مطاري أتاتورك وصبيحة غوكشن وأوقعت عشرات الضحايا.
