اكتشاف رفات شهداء بريف حماة.. خطوة جديدة نحو كشف الحقائق وتحقيق العدالة

شبكة مراسلين
تقرير: وليد حسين شهاب

في تطور جديد يسلط الضوء على ماضي مليء بالانتهاكات، أعلنت السلطات القضائية في محافظة حماة عن اكتشاف رفات عدد من الشهداء داخل بئرين بقرية الطليسية بريف المحافظة.
هذا الاكتشاف يأتي ضمن مساعي الدولة السورية الجديدة لكشف الحقائق، ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم التي ارتكبت خلال سنوات القمع، وضمان تحقيق العدالة للضحايا وأسرهم.

تفاصيل الاكتشاف

أفاد المحامي العام في محافظة حماة، أيمن عثمان، بأن الجهات المعنية تلقت بلاغاً يفيد بوجود رفات بشرية داخل بئرين في منطقة الطليسية، حيث تبين أن الرفات تعود إلى هياكل عظمية متحللة، مما يشير إلى أن الضحايا لقوا حتفهم منذ سنوات. وأكد عثمان أن الفرق المختصة توجهت فوراً إلى الموقع، وقامت بتوثيق الحادث وفق الإجراءات القانونية والقضائية المعتمدة.

جهود التعريف بالضحايا

تمكنت السلطات من التعرف على هوية اثنين من الشهداء، حيث جرى تسليم رفاتهما إلى ذويهما، فيما لا تزال عمليات الفحص جارية لتحديد هويات الرفات الأخرى. وقد شكل الهلال الأحمر السوري لجنة فنية تضم أطباء شرعيين وخبراء في حقوق الإنسان لتحليل البقايا وتقديم تقارير دقيقة حول ظروف الوفاة.

المسار القضائي والمحاسبة

أحيل الملف إلى الجهات القضائية المختصة لفتح تحقيق شامل يهدف إلى تحديد المسؤولين عن هذه الجريمة، تمهيداً لمحاكمتهم. وأكد المحامي العام أن الدولة عازمة على متابعة كافة الملفات المتعلقة بالانتهاكات السابقة، وضمان عدم إفلات أي متورط من العقاب، بما يخدم مسار العدالة الانتقالية ويعزز مصالحة المجتمع.

تأكيد على استمرار كشف الحقائق

أشار عثمان إلى أن هذا الاكتشاف يضاف إلى سلسلة من الجرائم المروعة التي ارتكبت خلال حقبة النظام السابق، مؤكداً أن السلطات تواصل جهودها لتوثيق المقابر الجماعية والانتهاكات، ودعا المواطنين الذين يمتلكون أي معلومات إلى الإدلاء بها للمساعدة في إتمام التحقيقات.

يعد هذا الاكتشاف خطوة مهمة في مسار العدالة والمحاسبة، حيث تعمل الدولة السورية الجديدة على إنصاف الضحايا وأسرهم، والحفاظ على الذاكرة الوطنية كضمانة لعدم تكرار هذه الانتهاكات. وتؤكد السلطات التزامها بكشف كل الحقائق، وملاحقة كل من تورط في ارتكاب جرائم بحق الشعب السوري، في إطار بناء مستقبل يقوم على العدل والمساواة.