أخبارتقارير و تحقيقات

بريطانيا تعتذر عن “فضيحة الدم الملوث”.. ورئيس الوزراء يصفها بـ”عار الدولة البريطانية”

شبكة مراسلين
كتبه: محمد خلاف

كشف تحقيق نُشرت خلاصاته اليوم – الاثنين – بعد تحقيقات استمرت 7 سنوات أن السلطات الصحية والسياسية في بريطانيا قامت بالتستّر على “فضيحة الدم الملوث” التي أودت بنحو ثلاثة آلاف شخص في المملكة المتحدة بين سبعينات القرن العشرين وتسعيناته.

هذه الفضيحة، التي سُجلت فيها إصابة آلاف الأشخاص بفيروس التهاب الكبد الوبائي سي وفيروس نقص المناعة البشرية (أتش أي في) بعد خضوعهم لعمليات نقل دم، “كان من الممكن تجنبها إلى حد كبير”، وفق القاضي السابق «براين لانغستاف» في نص التقرير.

وكان “حجم ما حدث مرعبا”، بحسب الوصف الوارد في هذه الوثيقة الواقعة في أكثر من 2500 صفحة، والتي تضمنت آلاف الشهادات وعشرات آلاف الوثائق التي تثبت أن “الحقيقة كانت مخفية لعقود من الزمن”.

اعتذار حكومي رسمي  

وقد أعرب رئيس الوزراء البريطانى «ريشى سوناك» عن أسفه للفشل فى فضيحة الدم الملوث ووصف الحادث بـ “يوم عار للدولة البريطانية”

وقال «سوناك» – اليوم الاثنين – أمام مجلس العموم: ” إنا آسف حقًا” على الإخفاقات يُظهر تقرير اليوم فشلًا أخلاقيًا دام عقودًا من الزمن.. أريد أن أقدم اعتذارًا صادقًا لا لبس فيه.
وقال إن موقف الإنكار كان من الصعب فهمه وكان بمثابة “عارنا الأبدى” ووعد بدفع تعويضات للضحايا “مهما كان الثمن”.

مسؤولية الحكومات المتعاقبة

وأشار «براين لانغستاف» – القاضي السابق إلى مسؤولية الحكومات المتعاقبة في المقام الأول عن تأخرها في التحرك عند انكشاف الفضيحة، وعن تأكيدها في مناسبات عدة أن المرضى تلقوا أفضل علاج.

أسوأ كارثة طبية

وفي العام 2017، قررت الحكومة البريطانية، بقيادة تيريزا ماي، فتح هذا التحقيق العام لتسليط الضوء على هذه المأساة، التي صُنفت على أنها “أسوأ كارثة طبية” في تاريخ هيئة الخدمات الصحية الوطنية في البلاد.

تعويضات الضحايا تبلغ مليارات الجنيهات الإسترلينية

وفي العام 2022، دعا تقرير مرحلي السلطات إلى دفع تعويضات فورية للضحايا، من دون انتظار نهاية التحقيقات، وأعلنت الحكومة على الفور عن دفعة أولى قدرها 100 ألف جنيه إسترليني (127 ألف دولار) لآلاف الأشخاص. هذا، ومن المتوقع أن تصل التكلفة النهائية للتعويضات إلى مليارات الجنيهات الإسترلينية، ومن المقرر الإعلان عنها هذا الأسبوع.

وبين السبعينات وأوائل التسعينات، أصيب أكثر من 30 ألف شخص يعانون من الهيموفيليا أو خضعوا لعمليات جراحية، بفيروس التهاب الكبد الوبائي سي وفيروس نقص المناعة البشرية بعد الخضوع لعمليات نقل دم شملت عيّنات واردة بشكل رئيسي من الولايات المتحدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews