تركيا: الاجتماع مع السويد وفنلندا في بروكسل جرى بأجواء إيجابية
الأناضول
أعلن متحدث الرئاسة التركية إبراهيم قالن، أن اجتماع الآلية المشتركة الدائمة بين تركيا والسويد وفنلندا، في بروكسل، جرى في ظل أجواء إيجابية.
جاء ذلك في تصريحات لصحفيين أتراك، مساء أمس الخميس، عقب انتهاء اجتماع الآلية المشتركة التي تشكلت في إطار المذكرة الثلاثية، بمقر حلف شمال الأطلسي “ناتو” بالعاصمة البلجيكية.
وأشار إلى أن الوفد التركي المشارك في الاجتماع ضم مسؤولين من وزارات العدل والخارجية والدفاع والداخلية وجهاز الاستخبارات.
وذكر أنه التقى في البداية أمين عام الناتو ينس ستولتنبرغ، وشكره على الدعم الذي قدمه الحلف لتركيا عقب كارثة الزلزال في 6 فبراير/ شباط الماضي.
وأوضح قالن أن اللقاء مع ستولتنبرغ تناول أيضا قضايا أمنية راهنة، والحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا.
ولفت إلى أن اجتماع الآلية الثلاثية بين تركيا والسويد وفنلندا كان سيعقد قبل نحو شهرين لكن أنقرة علقته إثر حرق المصحف الشريف في السويد.
وأكد أن الاجتماع استؤنف بعد تلبية الرئيس رجب طيب أردوغان، طلبا تقدم به أمين عام الناتو في هذا الخصوص.
وتابع: “بشكل عام أستطيع أن أقول إن الاجتماع جرى في أجواء إيجابية، وقد أكدنا بشكل خاص لنظرائنا السويديين والفنلنديين مرة أخرى هواجس تركيا الأمنية وتطلعاتها التي نعبر عنها لغاية اليوم”.
وبيّن قالن أن أمين عام الحلف حضر جزءا من الاجتماع، وأن الوفد التركي أكد بشكل صريح تطلعات أنقرة.
وشدد متحدث الرئاسة على أن الأساس هو مكافحة الإرهاب بحزم دون تمييز بين أي من أشكاله، وأن تركيا تؤكد ذلك منذ البداية.
وقال إن مخاوف تركيا الأمنية هي في الوقت ذاته مخاوف الناتو الأمنية.
وأشار إلى أن تركيا تأخذ المخاوف الأمنية لدول الناتو الأخرى والدول الصديقة والحليفة غير الأعضاء على محمل الجد، وتتخذ خطوات فورية ودون تردد ضد التهديدات التي تواجه هذه الدول.
وفي المقابل، من حق تركيا الطبيعي أن تنتظر من الحلفاء والدول الصديقة الأخرى أن تتخذ خطوات مماثلة فيما يتعلق بمخاوفها الأمنية.
وأوضح أن الاجتماع ناقش مرة أخرى في هذا الصدد نشاط تنظيمي “بي كي كي/ واي بي جي” و”غولن” الإرهابيين في السويد وفنلندا.
وذكر قالن أن الوفد التركي رحب ببعض الخطوات التي اتخذها البلدان لمعالجة الوضع إلا أن العملية لم تنته بعد.
وأكد أن الوفد التركي طرح من جديد تطلعات أنقرة بشأن اتخاذ السويد وفنلندا الخطوات القضائية والإدارية والاستخبارية اللازمة لمنع تمويل الإرهاب والترويج له والتجنيد والتحريض على العنف على وجه الخصوص.
وشدّد على أن تركيا تنتظر من البلدين تطبيق المذكرة الثلاثية المبرمة في مدريد بشكل كامل، وفي حال تم ذلك فإن عملية الانضمام إلى الناتو ستتقدم في اتجاه إيجابي.
وأكمل أن “الخطوات التي تتخذها السويد وفنلندا (هي التي) تحدد سرعة ونطاق والإطار العام حول ما إذا كان انضمامهما إلى الناتو سيجري بطريقة مشتركة أم منفصلة”.
وأكد أن تركيا لا تقوم بأي تأخير أو مماطلة في عملية ضم البلدين إلى الناتو، مضيفا أن أنقرة كشفت بشكل صريح عن مخاوفها الأمنية، لكن لم يتم تبديدها حتى الآن.
ولفت إلى أنه لدى تحقيق تقدم في هذا الأمر، فإن ذلك سينعكس على عملية ضم البلدين، وأن أي تأخير أو مماطلة من شأنها أن تطيل العملية.
وأضاف أن الوفد السويدي أبلغهم أن الحكومة صدّقت اليوم على مسودة قانون مكافحة الإرهاب، وأنه من المنتظر ألا يواجه عوائق كبيرة في البرلمان السويدي، لافتا أن أنقرة ستتابع هذه العملية عن كثب.
جدير بالذكر أن تركيا وقعت مع السويد وفنلندا مذكرة ثلاثية بخصوص مكافحة الإرهاب، في قمة الناتو بالعاصمة الإسبانية مدريد في 28 يونيو/ حزيران 2022.
وفي إطار المذكرة تم تشكيل آلية مشتركة دائمة عقدت أول اجتماعاتها في 26 أغسطس/ آب 2022 بمدينة فانتا الفنلندية.