محمد سمير طحان – مراسلين

دمشق -يشهد سباق انتخابات مجلس الشعب السوري المرتقبة يوم الأحد 5 أكتوبر 2025، ترشح السوري الأميركي هنري حمرة، ابن آخر حاخام غادر سوريا في تسعينيات القرن الماضي، ليكون أول مرشح من الطائفة اليهودية منذ نحو 70 عاماً.

وتأتي هذه الخطوة التاريخية مع استعداد السلطات لتشكيل أول برلمان جديد، في وقت تضاءل فيه عدد أفراد الطائفة اليهودية تدريجياً، نتيجة الصراعات والهجرات المتتالية منذ الحرب العربية الإسرائيلية.

في فبراير الماضي، زار حمرة دمشق برفقة والده لأول مرة بشكل علني منذ الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد، رغم القيود التي فرضت على تحركات اليهود حتى أوائل التسعينيات. وخلال الأيام الماضية، انتشرت في «حارة اليهود» بدمشق منشورات انتخابية تحمل صورته إلى جانب العلم السوري، معلنة ترشحه رسمياً لعضوية مجلس الشعب.

وأوضح نوار نجمة، المتحدث باسم اللجنة العليا للانتخابات، أن حمرة مرشح رسمي وأعلن برنامجه الانتخابي كغيره من المرشحين. ويضم السباق على 210 مقاعد مجلس الشعب 1578 مرشحاً بينهم 14% نساء، مع تعيين ثلث الأعضاء من قبل رئيس الجمهورية وأخرى تُنتخب عبر هيئات مناطقية.

عبر حسابه على منصة إكس، أكد حمرة تطلعه إلى «سوريا مزدهرة ومتسامحة وعادلة»، متعهداً بالعمل على ربط اليهود السوريين داخلياً وخارجياً بوطنهم، وحماية تراثهم وهويتهم الثقافية، إضافة إلى المساهمة في جهود إعادة الإعمار.

ويشير المؤرخ السوري سامي مبيض إلى أن آخر نائب يهودي في مجلس الشعب انتُخب عام 1947، بينما وصف رئيس الطائفة اليهودية الحالية بخور شمنطوب ترشح حمرة بأنه «أمر إيجابي» في ظل الحكومة الجديدة.

بقي الوجود اليهودي جزءاً من النسيج الاجتماعي السوري لعقود، مع تمتعهم بحرية ممارسة شعائرهم وعلاقات ودية، غير أن الحروب العربية الإسرائيلية أثرت سلباً على أعدادهم التي تقلصت كثيراً منذ 1967، لتبقى بعض الأسر فقط في الوقت الحاضر.