
تظاهر المئات من الفرنسيين قرب العاصمة باريس، اليوم الخميس فيما أطلقوا عليها “مسيرة بيضاء” أمام مقر للشرطة في ضاحية نانتير، احتجاجا على مقتل الشاب “نائل” برصاص الشرطة، في نقطة تفتيش مرورية، ما أشعل شرارة الاحتجاجات في عدة مناطق بفرنسا.
ودعت والدة الشاب السيدة مُنية إلى المسيرة، احتجاجا على مقتل ابنها، وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية إن الشرطة الفرنسية أطلقت الغاز المسيل للدموع على المشاركين في المسيرة.
كما أعلنت السلطات الفرنسية تعليق حركة المواصلات العامة بدءا من مساء اليوم في المناطق الفرنسية المتضررة من أعمال العنف والاحتجاجات.
و قررت الحكومة الفرنسية نشر 40 ألف شرطي في أرجاء البلاد من بينهم خمسة آلاف في باريس وضواحيها القريبة.
وخرجت بعد ظهر الخميس “مسيرة بيضاء من أجل نائل” بدعوة من والدته التي عبرت عن شعور “بالغضب الشديد”.
وأوضح وزير الداخلية جيرالد دارمانان أن عدد القوى الأمنية سيكون “أكثر من أربع مرات” مما كان عليه في الليلتين الماضيتين اللتين شهدتا تصعيدا في أعمال الشغب والتخريب وامتدادها إلى مدن أخرى عدة في فرنسا.
ومنذ مقتل نائل م. البالغ 17 عاما، أول أمس الثلاثاء، تصاعد التوتر في ضواحي باريس قبل أن تتوسع رقعته ليل الأربعاء الخميس ليشمل مدنا أخرى شهدت عمليات تخريب ومواجهات مع القوى الأمنية.
وسيمثل الشرطي الذي أطلق النار على المراهق أمام قاضي تحقيق الخميس لتُوجَّه إليه ربما تهمة “القتل العمد”، بحسب الادعاء العام الذي طلب توقيفه الاحتياطي.
وقُتل الشاب نائل م. في هذه المدينة الثلاثاء من مسافة قريبة خلال عملية تدقيق مروري وبررت الشرطة أن الشاب كان يقود بسرعة كبيرة “في ممر الحافلات” ورفض التوقف عند الإشارة الحمراء، وفق المدعي العام.
وأحيا مقتل نائل الجدل حول سلوك قوات الأمن في فرنسا حيث قتل 13 شخصا وهو عدد قياسي، في 2022 بعد رفضهم الامتثال لعمليات تدقيق مرورية.
من ناحية اخرى، دعت السفارة الأميركية في فرنسا مواطنيها في باريس إلى تجنب مواقع الاحتجاجات التي قد تتحول إلى أعمال عنف، على حد قولها.
وفي حين أكدت مصادر في الشرطة في بادئ الأمر أن الشاب قاد سيارته باتجاه شرطيين على دراجتين ناريتين لمحاولة دهسهما، انتشر مقطع مصور على وسائل التواصل الاجتماعي، أظهر رجلَي شرطة يحاولان إيقاف السيارة، قبل أن يطلق أحدهما النار عبر نافذتها على السائق عندما حاول الانطلاق بها.
وأعلن وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان اعتقال 150 شخصا، على خلفية أعمال حرق وتكسير خلال مواجهات مع الشرطة في عدد من المدن الفرنسية.
من جانبه، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن أعمال العنف ضد رموز الجمهورية، والتي أعقبت مقتل شاب على يد الشرطة، غير مبررة.
وجاءت التصريحات خلال ترؤس ماكرون اجتماعا طارئا لخلية الأزمة، بعد ليلة ثانية من المواجهات بين محتجين والشرطة في ضواحي العاصمة ومدن أخرى.
كما دعت رئيسة الوزراء إليزابيث بورن، خلال جولة أجرتها قرب باريس، إلى تجنب “أي تصعيد”، معتبرة أن “القضاء يؤدي وظيفته”.