ريتا الأبيض – مراسلين
تبنّت جماعة متطرفة تُطلق على نفسها اسم سرايا أنصار السنة التفجير الذي استهدف مسجد الإمام علي بن أبي طالب في مدينة حمص، ظهر الجمعة، وأسفر عن سقوط قتلى وجرحى أثناء أداء صلاة الجمعة، وفق حصيلة أعلنتها السلطات السورية.
أعلنت الجماعة مسؤوليتها عبر بيان نُشر على تطبيق تلغرام، قالت فيه إن التفجير نُفّذ بواسطة عبوات ناسفة زُرعت داخل المسجد. البيان تضمّن لغة تحريضية ذات طابع طائفي، مع تهديد بمواصلة الهجمات ضد فئات دينية محددة.
وأفادت وزارة الداخلية السورية بأن الانفجار وقع داخل المسجد في نقطة تشهد كثافة من المصلين، ما أدى إلى ارتفاع عدد الضحايا. القوى الأمنية فرضت طوقًا في محيط الموقع وبدأت تحقيقًا لكشف ملابسات التفجير والجهات المتورطة.
https://morasleen.net/%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3%D9%8A%D8%A9/32199/
كما برز اسم الجماعة خلال العام الماضي، بعد إعلان ظهورها أواخر كانون الثاني/يناير عبر حسابات على تلغرام، من دون الكشف عن قيادة معروفة أو هيكل تنظيمي واضح. منذ ذلك الحين، اعتمدت خطابًا دينيًا متشددًا تخللته تهديدات مباشرة لأبناء الطائفة العلوية، إضافة إلى الشيعة والدروز.
الرسائل الأولى التي نشرتها تضمّنت تهديدات شاملة من دون تمييز بين المدنيين والمقاتلين. لاحقًا، خفّفت الجماعة من حدّة بعض العبارات، من دون تغيير جوهر خطابها التحريضي. متابعون يرون أن هذا التعديل اللغوي لم ينعكس تراجعًا فعليًا في السلوك.
هذا وسبق لهم أن تبنّو تفجيرًا انتحاريًا استهدف كنيسة في دمشق خلال حزيران/يونيو الماضي. كما أعلنت مسؤوليتها عن هجمات أخرى طالت مدنيين ومواقع دينية، إلى جانب استهداف ما وصفته بـ«أضرحة المشركين»، في إشارة إلى مواقع دينية شيعية داخل سوريا.
في مواقفها السياسية، تُبدي الجماعة عداءً لما تسميه «فلول النظام السابق»، مع انتقادها للحكومة السورية الحالية برئاسة أحمد الشرع، من دون الدعوة الصريحة إلى مواجهتها عسكريًا.
وحذّر مراقبون من أن تصاعد نشاط هذه الجماعة، مقرونًا بخطاب طائفي حاد واستهداف أماكن عبادة، يرفع منسوب المخاطر الأمنية. السلطات السورية أكدت استمرار التحقيقات واتخاذ إجراءات إضافية لحماية دور العبادة والتجمعات المدنية.
