مظاهرات أمريكا ضد ترامب.. هل نعتبرها “ربيع أمريكي”؟

شبكة مراسلين
مقال: محمد جمال عرفة
– وفقا للزملاء في أميركا: نُظمت يوم 5 أبريل أكثر من 1,200 مظاهرة في جميع الولايات الخمسين، بمشاركة ما يزيد عن 500,000 شخص
– وفقا لوكالات الانباء وفيديوهات المظاهرات من احتجوا ضد ترامب رفعوا لافتات: “ليس رئيسي” و”نرفض الاستبداد الاقتصادي” و”الفاشية وصلت” و”أوقفوا الشر” و”ابتعدوا عن تأميننا الاجتماعي”.
– اعلنوا رفضهم لسياسات ترامب ومستشاره إيلون ماسك واتهموا الإدارة بالسعي إلى “تفكيك الديمقراطية” والاستحواذ على السلطة، أي أنها احتجاجات ذات طابع اقتصادي وسياسي معا.
– شعار المظاهرات الموحد كان “ارفعوا أيديكم” Hands Off ويشير ضمنا لطلبهم قطع يد ترامب أو منعه من وضع يده علي أمور تخص حياتهم الاقتصادية السياسية بعدما شعروا أن قراراته الاقتصادية وحروبه مع دول العالم أضرت بالاقتصاد وانهارت البورصة وسترتفع أسعار السلع عليهم
– بعض المتظاهرين تحدثوا عن “أزمة دستورية”، وقالوا أن “هذا الرجل مجنون” لأنه شغال إصدار “أوامر رئاسية” لها قوة الدستور قلبت حياة الأميركيين.
– من قادوا المظاهرات بشكل أساسي هم تحالف من عشرات المجموعات ذات الميول اليسارية، مثل “موف أون” و”ويمنز مارش”، لكن شارك فيها أميركيون عاديون متضررون مما يعكه ترامب وتحدثوا عن تغيير في سياسات أميركا وانقلاب سياسي واستيلاء علي السلطة (ترامب قال أنه يفكر في تغيير الدستور ليبقي فترة رئاسية ثالثة)
– غزة كانت غائبة عن المظاهرات نسبيا لكن خرجت مظاهرة مستقلة في ساحة “ناشونال مول” المقابلة لمبنى الكونغرس دعمها نحو 300 منظمة مجتمع مدني وتجمع آلاف الأشخاص في واشنطن لدعم فلسطين والتنديد بالإبادة الجماعية في قطاع غزة ورفع المتظاهرون أعلام فلسطين ولافتات كُتب عليها “دعوا غزة تعيش” و”إذا ماتت غزة تموت الإنسانية” و”الصهيونية = الموت”، منددين بهجمات إسرائيل على غزة.
كما ردد المتظاهرون هتافات من قبيل: “الحرية لفلسطين” و”أوقفوا الإبادة الجماعية”، و”ترامب، لا يمكنك الاختباء من جرائم الإبادة في فلسطين”، في إشارة إلى دعم إدارة ترامب لإسرائيل.
– المظاهرات الكبري كانت ذات طابع اقتصادي وتتعلق بجيوب الأميركيين في المقام الأول لكن أميركيين قالوا لوكالات الأنباء أن ترامب وماسك ايقظوا عملاقا نائما، ولم يروا شيئا بعد) في إشارة لأن هذه باكورة المظاهرات وسيعقبها احتجاجات أوسع.
– غلب على المظاهرات شعارات تبين الغرض منها مثل (كلوا الأغنياء وافتكوا بهم) ورفع شعارات مناهضة للخمسة الأثرياء الذين يسيطرون علي أمريكا في إشارة لترامب وماسك وأعضاء إدارته من الجمهوريين اصحاب الكروش الكبيرة
– تقديري أن هذه المظاهرات ستتصاعد وستكبر كرة الجليد وتتدحرج لتأخذ ترامب وسياسته لمزبلة التاريخ على المدي البعيد فهي وإن كان أميركيون يرون أن قرارات ترامب قد تفيد أميركا بعد 5 أو 10 سنوات، إلا أن ترامب يحتاج مع اقتراب انتخابات 2026 و2028 لشعبية للحزب الجمهوري وتيار (ماجا) العنصري الذي يرفع شعار (لنجعل أمريكا عظيمة مجددا) والوقت لا يسعفه لأن قراراته علي المدى القصير تضر الأميركيين.
– لو قرن ترامب سياساته الاقتصادية المرفوضة بتصعيد مع إيران – عسكري خصوصا بطلب من نتنياهو الذي يزوره اليوم خصيصا لهذا السبب – فتتكالب عليه المشاكل لأن مهاجمة إيران في عقر دارها سيجعلها تضحي بكل شئ وتقصف قواعد أميركا في الخليج وتغرق حاملات طائرات (هذا ما أكدت احتمال حدوثه صحيفة ناشيونال إنترست أمس نقلا عن جنرالات أميركيين)
– ما زلت اعتقد جازما أن ترامب هيجيب مناخير أميركا بالارض وربما هذه من سنن الله وحكمته أن يفوز هذا الدهل واذا كانت الاحتجاجات ضده داخليا لاسباب اقتصادية لا تعني أن تتطور علي غرار الربيع العربي إلي ثورة تدفعه لعدم اكمال رئاسته إلا أنها ستتتحول الي شبكة عنكبوت تكبله عن الحركة وتزيد الغضب الشعبي وقد تدفعه لحرب خارجية للهروب من انتقادات الداخل تزيد من تورط أميركا في (موجة تدخلية) في السياسات العالمية بدلا من (موجة انعزالية) وعد هو بها مدعيا أنه رسول السلام في الشرق الاوسط وأوكرانيا وغيرها، لكنه أثبت عكسها تماما بتصرفاته الغبية.