بعد الاعتداء عليه .. 700 أكاديمي يعلنون دعمهم للمخرج الفلسطيني الحائز على الأوسكار

IBRAHIMOGLU
اعتذرت أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة عن عدم دعمها للمخرج الفلسطيني حمـدان بلال، الفائز بجائزة الأوسكار، بعد تعرضه لهجوم واعتقال من قبل مستوطنين إسرائيليين وجنود في الضفة الغربية.
وقّع نحو 700 عضو من الأكاديمية، بينهم نجوم عالميون، على رسالة انتقدوا فيها البيان الأولي للأكاديمية، الذي لم يشر مباشرة إلى بلال أو فيلمه لا أرض أخرى (No Other Land).
تفاصيل الاعتداء على بلال
تعرض حمـدان بلال، الذي أخرج الفيلم الوثائقي لا أرض أخرى، لهجوم عنيف من مستوطنين إسرائيليين وجنديين في قرية سوسيا بمنطقة مسافر يطا جنوب الخليل. وقد أُصيب بلال بجروح في رأسه، وتم تقييد يديه وتعصيب عينيه قبل نقله إلى قاعدة عسكرية واحتجازه هناك لليلة كاملة، ليُطلق سراحه في اليوم التالي.
وقال بلال عقب الإفراج عنه: “لقد كان انتقامًا لفيلمنا.”
انتقادات لرد فعل الأكاديمية
المخرج المشارك في الفيلم، يوڤال أبراهام، انتقد موقف الأكاديمية، مشيرًا إلى أنها رفضت إصدار بيان لدعم بلال رغم الضغوط التي مارسها بعض أعضائها، وخاصة في فرع الأفلام الوثائقية.
وقال أبراهام: “بينما كان حمـدان مستهدفًا بوضوح بسبب فيلمه، فقد كان أيضًا مستهدفًا لكونه فلسطينيًا، مثل كثيرين يُتعرض لهم يوميًا دون أي اهتمام. لكن الأكاديمية اختارت الصمت عندما كان أحد الفائزين بجوائزها في أمسّ الحاجة إليها.”
الأكاديمية تعدّل موقفها وتصدر اعتذارًا رسميًا
في البداية، أصدرت الأكاديمية بيانًا مقتضبًا لم يشر إلى بلال مباشرة، مما أثار استياء صُنّاع الأفلام والممثلين. ولكن بعد تصاعد الانتقادات، أصدرت الأكاديمية بيانًا جديدًا يوم الجمعة جاء فيه:
“نحن نعتذر بصدق للسيد بلال ولكل الفنانين الذين شعروا بعدم الحصول على الدعم الكافي من بياننا السابق، ونؤكد أن الأكاديمية تدين العنف بجميع أشكاله في أي مكان في العالم.”
وأضاف البيان: “لا يمكن لمنظمة أن تحتفي بفيلم وتكرّمه بجائزة في مارس، ثم تفشل في الدفاع عن صنّاعه بعد بضعة أسابيع فقط.” كما وصفت الأكاديمية الاعتداء على بلال بأنه “هجوم وحشي واحتجاز غير قانوني”.
موجة تضامن واسعة مع بلال
وقّع على رسالة الدعم عدد من نجوم هوليوود البارزين، منهم مارك روفالو، أوليفيا كولمان، إيما طومسون، ريتشارد غير، سوزان ساراندون، خواكين فينيكس، وبينيـلوبي كروز.
تصاعد العنف ضد الفلسطينيين
ألقى الحادث الضوء على تصاعد العنف من قبل المستوطنين الإسرائيليين والجيش ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، منذ بدء حرب غزة في 7 أكتوبر 2023.
ووفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية، قُتل أكثر من 870 فلسطينيًا، بينهم 177 طفلًا، في هجمات المستوطنين والقوات الإسرائيلية في الضفة الغربية منذ بداية الحرب. كما سجلت الأمم المتحدة 1,860 حادثة عنف من قبل المستوطنين بين أكتوبر 2023 وديسمبر 2024، بمعدل 4 هجمات يوميًا.
يأتي هذا التصعيد وسط تهديدات من حكومة بنيامين نتنياهو بضم المزيد من الأراضي الفلسطينية المحتلة، في ظل دعم محتمل من الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب.