أخبارسلايدر

بعد استشهاد عدنان.. زوجته تطالب بالثأر وبن غفير يرفع حالة التأهب في السجون

شبكة مراسلين – وكالات

بعد 87 يوما من الإضراب عن الطعام في سجون الاحتلال، استشهد الأسير الفلسطيني الشيخ خضر عدنان (44 عاما) مصفّدا بالقيود في ما يسمى “عيادة سجن الرملة”.

وأعلنت مصلحة سجون الاحتلال استشهاده فجر اليوم الثلاثاء لتعيش أسرته حالة مزدوجة من الحزن والفزع، ويسقط الخبر كالصاعقة على كل الفلسطينيين.

قال نادي الأسير الفلسطيني -صباح اليوم الثلاثاء- إن سلطات الاحتلال أبلغت الحركة الأسيرة باستشهاد الأسير الشيخ خضر عدنان بعد إضراب عن الطعام استمر 87 يوما رفضا لاعتقاله، في حين توعدت حركة الجهاد الإسلامي التي ينتمي إليها الشهيد بالرد، ودعت القوى الفلسطينية بالضفة الغربية لإضراب شامل وحداد عام عقب استشهاد عدنان.

وقالت رندة موسى زوجة الشيخ خضر عدنان، إن زوجها أبلغها بالإضراب عن الطعام، وسيستمر في ذلك حتى “التحرر أو الشهادة، وبكلا الأمرين نصر”.

وبشيء من القهر تحدثت رندة، وقالت “لدي 9 أطفال، ومن أصغرهم لأكبرهم لن نسامح أحدا كان بوسعه رفع الظلم عن الشيخ خضر ولم يفعل”، مطالبة بأخذ ثأره فورا من قوات الاحتلال.

وتابعت أنه ورغم حالة الألم التي كان يعيشها الشيخ خضر في إضرابه وذوبان لحمه وشحمه، تُرك للسجانين يتلقفوه حتى نال الشهادة. و”يؤلمنا حقا عدم التحرك لنصرته وكأننا استبرأنا لأنفسنا أن يكون أبناؤنا داخل السجون ويظلوا رهن الاعتقال”.

واتهم نادي الأسير (هيئة غير حكومية) الاحتلال باغتيال عدنان (44 عاما) عن سبق إصرار، وطالبت هيئة شؤون الأسرى (هيئة حكومية) بتسليم جثمان الشهيد فورا من أجل “تشييعه بشكل يليق بتاريخه” وأضافت أنها علّقت العمل أمام المحاكم العسكرية لدى الاحتلال اليوم احتجاجا على استشهاد الأسير.

وقبل تأكيد نادي الأسير وفاة عدنان، نشرت مصلحة السجون الإسرائيلية بيانا تحدثت فيه عن وفاة “سجين أمني” مضرب عن الطعام، وقالت مصلحة السجون إنه عُثر عليه فاقدا الوعي داخل زنزانته بسجن “نيتسان” وأضافت أنه نُقل إلى المستشفى ثم توفي لاحقا، وفق الرواية الإسرائيلية.

وذكرت هيئة شؤون الأسرى أن سلطات الاحتلال ستنقل جثمان الأسير الشهيد إلى معهد الطب العدلي في حي أبو كبير بمدينة تل أبيب، في حين قالت هيئة البث الإسرائيلية إن مشاورات أمنية تجري لبحث إمكانية تسليم جثمان عدنان.

وقالت الهيئة إن الحركة الأسيرة في سجن عوفر العسكري الإسرائيلي أغلقت جميع أقسام السجن، رافضة تسلُّم الطعام، معلنة النفير العام.

فيما دعت القوى الوطنية والإسلامية بالضفة إلى إضراب شامل وحداد عام في جميع مناحي الحياة، بما في ذلك المؤسسات التعليمية والجامعات، ردا على استشهاد الأسير الشيخ.

وبثت المنصات الفلسطينية مقاطع فيديو توثق الإضراب الذي شل مناحي الحياة في عدد من مدن الضفة، استنكارا لاستشهاد عدنان. ومع ساعات الصباح الأولى أغلقت المحلات التجارية أبوابها في محافظة جنين مسقط رأس الشهيد، مما أدى إلى شلل في حركة البيع والشراء.

وانطلقت مسيرة في بلدة عرابة، جنوبي مدينة جنين (شمال الضفة) تنديدا باستشهاد عدنان بسجون الاحتلال، وطافت المسيرة شوارع المدينة. وردد المشاركون شعارات تندد بسياسات الاحتلال تجاه الأسرى، رافضين جريمة الاغتيال “المتعمدة” بحق الأسير، وطالب المشاركون المقاومة الفلسطينية بضرورة الرد السريع.

وفي مدينة رام الله (وسط) شارك عدد من الشبان في وقفة احتجاجية بدوار المنارة للتنديد باستشهاد الأسير، وردد مشاركون بالوقفة هتافات حماسية وغاضبة “استنكارا لجريمة اغتيال الأسير” بعد 86 يوما من الإضراب عن الطعام رفضا لاعتقاله.

وفي مدينة الخليل (جنوب) اندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال في منطقة باب الزاوية عقب استشهاد الأسير عدنان، وقد أشعل الشبان الإطارات المطاطية وسط الطرق، في حين انتشرت قوات الاحتلال وسط حالة الإضراب التي عمت المدينة بشكل كامل، استنكاراً لجريمة اغتيال الأسير.

وفي قطاع غزة، نظمت وزارة التعليم عددا من الوقفات المنددة بجريمة اغتيال الأسير عدنان، ورفع طلبة المدارس صور الشهيد إلى جانب الأعلام الفلسطينية، معبرين عن حزنهم الشديد لما وقع.

بن غفير يأمر برفع حالة التأهب


وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير أمر برفع التأهب في السجون، وأغلق الزنازين أمام حركة الأسرى الفلسطينيين، وأضافت أن بن غفير وجه بإبلاغ الأسرى بأنه سيضيق عليهم في حال شنوا إضرابا عن الطعام احتجاجا على استشهاد الأسير عدنان.

وفي وقت سابق، ذكر نادي الأسير أن عدنان كان قد كتب وصيته بعد أن استشعر قرب وفاته بسبب الإضراب، وكتب في الوصية “يا شعبنا الأبي أبعث لكم هذه الوصية تحية ومحبة، وكلي ثقة برحمته تعالى، ونصره وتمكينه، هذه أرض الله ولنا، فيها وعد منه، إنه وعد الآخرة”.

وأضاف عدنان “لا تيأسوا، فمهما فعل المحتلون، وتطاولوا في احتلالهم وظلمهم، وغيهم، فنصر الله قريب، ووعده لعباده بالنصر والتمكين أقرب”.

وطلب الأسير الشهيد من عائلته بألا تسمح “للمحتل بتشريح جسدي، وسجّوني (ادفنوني) قرب والدي”.

وقال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية إن الاحتلال نفذ جريمة اغتيال بحق الشهيد برفضه طلب الإفراج عنه وإهماله طبيا، كما حمّلت الخارجية حكومة الاحتلال وأذرعها المسؤولية الكاملة عن “الجريمة التي أدت لاستشهاد الشيخ خضر عدنان”.

وطالبت الخارجية الفلسطينية، في بيان، لجنة التحقيق الدولية المستمرة بالتحقيق في ملابسات وتفاصيل ما وصفتها بالجريمة، باعتبارها جزءا مما يتعرض له الأسرى من تنكيل واختطاف وقمع وسلب لحقوقهم وحريتهم، وأكدت الوزارة أنها سترفع ملف جريمة إعدام عدنان للمحكمة الجنائية الدولية، وفق تعبيرها.

الفصائل تتوعد


وفي أول تعليق لحركة الجهاد، قالت “ننعى قائدا عظيما ورجلا شجاعا ومجاهدا صلبا من أشرف الرجال الشيخ خضر عدنان” وأضافت “استشهاد الشيخ خضر عدنان لن يمر دون رد، والمقاومة في وجه الاحتلال ستتواصل بكل قوة وإصرار”.

وأضافت الجهاد الإسلامي في بيان أن سلطات الاحتلال تنكرت لمعاناة عدنان، و”مارست بحقه أبشع الجرائم، عبر محاكم زائفة وأجهزة أمن إرهابية ونيابة عسكرية” وأضاف البيان أن عدنان “كان واحدا من الذين فتحوا طريقا عريضا لكل الذين ينشدون الحرية في فلسطين والعالم”.

ومن جانبها قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن استشهاد عدنان “جريمة إعدام بدم بارد نفذتها مصلحة السجون الإسرائيلية” وتوعدت حماس بالرد قائلة إن “دماء الشهيد خضر عدنان ستكون وقودا لتصعيد الفعل الثوري والمقاوم ضد الاحتلال”.

وذكر جميل الخطيب محامي الأسير الشهيد أن موكله أصر على استمرار إضرابه عن الطعام حتى نيل الحرية أو الشهادة، وأضاف أن عدنان استشهد نتيجة إهمال السجانين لوضعه الصحي، لافتا إلى أن محكمة الاحتلال رفضت طلب الإفراج عنه بكفالة.

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن شهود عيان أنهم شاهدوا رشقة من الصواريخ أُطلقت من قطاع غزة باتجاه إسرائيل، وقد أعلن الناطق باسم جيش الاحتلال تفعيل الإنذار بمنطقة “كيبوتس سعد” في غلاف غزة، وقال إن 3 صواريخ أطلقت من القطاع سقطت في منطقة غير مأهولة بالنقب الغربي على الحدود مع القطاع، ولم يُبلَّغ عن أضرار أو إصابات.

وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إنه تم إلغاء مناورات عسكرية كانت مقررة في محيط غلاف غزة بعد إطلاق قذائف صاروخية من القطاع.

يشار إلى أن الشيخ عدنان متزوج ولديه 9 أبناء، واعتقل نحو 12 مرة، وقضى في سجون الاحتلال نحو 8 سنوات، خاض خلالها 6 إضرابات عن الطعام احتجاجا على اعتقاله وتعرضه لإجراءات تعسفية داخل المعتقل.

والأسير الراحل من سكان بلدة عرابة في جنين (شمالي الضفة) وتعرض للاعتقال مرارا بسبب عضويته ونشاطه في صفوف حركة الجهاد.

خاص - مراسلين

شبكة مراسلين هي منصة إخبارية تهتم بالشأن الدولي والعربي وتنشر أخبار السياسة والرياضة والاقتصاد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews